٩ ـ بصيرة فى السجر
وهو تهييج النار. وقد سجرت التنّور ، ومنه (وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ)(١). وقوله تعالى : (وَإِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ)(٢) أى أضرمت نارا ، عن الحسن البصرى ، وقيل غيضت مياهها ، وإنما يكون كذلك لتسخير النّار فيها. (ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ)(٣) نحو (وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ)(٤).
وسجرت النّاقة سجرا وسجّرت تسجيرا : مدّت حنينها فى أثر ولدها ، وملأت به فاها. ومنه قوله (٥) :
حنّت إلى برك فقلت لها قرى |
|
بعض الحنين فإن سجرك شائقى |
ومنه ساجرته مساجرة ، وهى المخالّة والمخالطة. وهو سجيرى ، وهم سجرائى ، لأنّ كلّ واحد منهما يسجر إلى صاحبه ، أى يحنّ. ومنه ماء أسجر ، وهو الّذى خالطته كدرة وحمرة من ماء السّماء ، وإنّ فيه لسجرة ، وإنه لأسجر. وقطرة سجراء ، وعين سجراء. قال حويدرة (٦) :
بغريض سارية أدرّته الصّبا |
|
من ماء أسجر ، طيّب المستنقع |
وعين سجراء : خالطت بياضها حمرة. والسّواجير : الأغلال.
__________________
(١) الآية ٦ سورة الطور.
(٢) الآية ٦ سورة التكوير.
(٣) الآية ٧٢ سورة غافر.
(٤) الآية ٢٤ سورة البقرة.
(٥) أى قول أبى زبيد الطائى فى الوليد بن عثمان بن عفان ، أو قول الحزين الكنانى ـ كما فى اللسان فى المادة. وفى اللسان : «برق» فى مكان برك. والبرك : جماعة الابل الكثيرة ، وقوله : «حنت» أى ناقته
(٦) ويقال فيه الحادرة. والبيت من قصيدة مفضلية. والغريض : الطرى. والسارية سحابة تسرى ليلا ، أى ماء حديث العهد بالمطر ، وأخذ من غدير طيب المستنقع ، وقد شبه بهذا الماء ريق محبوبته وعذوبته.