١٣ ـ بصيرة فى السحر
قيل : هو مأخوذ من السّحر وهو طرف الحلقوم والرئة. قالت عائشة رضى الله عنها : «مات رسول الله صلىاللهعليهوسلم بين سحرى ونحرى (١)» أى مستندا إلى صدرى وما يحاذى سحرى. وقيل : السحر ، ما لصق بالحلقوم من أعلى البطن. والسّحارة : ما ينزع من السّحر عند الذّبح فيرمى به. وجعل بناؤه بناء النّفاية والسّقاطة.
ويقال : انتفخ سحره ، وانتفخت مساحره : إذا ملّ (٢) وجبن. وانقطع منه سحرى ، أى يئست منه. وأنا منه غير (٣) صريم سحر : غير قانط. وبلغ سحر الأرض وأسحارها : أطرافها وأواخرها.
وقوله صلىاللهعليهوسلم : «إنّ من البيان لسحرا (٤)» قيل : معناه : من البيان ما يكتسب به من الإثم ما يكتسبه السّاحر بسحره ، فيكون فى معرض الذمّ. ويجوز أن يكون فى معرض المدح ؛ لأنّه يستمال به القلوب ويرضّى به الساخط ، ويستنزل به الصّعب. والسّحر فى كلامهم : صرف الشيء عن وجهه.
__________________
(١) ورد هذا الخبر فى سيرة ابن هشام ٢ / ٣٧١ على هامش الروض الأنف.
(٢) كذا فى الأساس. وكأن الأصل «سلّ» أى أصابه السل ، فهو يأتى لإصابة السل وللجبن وفى التاج : «وفى الاساس انتفخ سحره ومساحره من وجل وجبن. وتبعه المصنف فى البصائر» قد يكون : «من وجل» صوابها وجل.
(٣) جاء فى القاموس فى (صرم) على الاثبات : «جاء صريم سحر أى خائبا آيسا».
(٤) رواه أبو داود ، كما فى الجامع الصغير.