٣٥ ـ بصيرة فى سلط
السّلاطة : التمكّن من القهر ، سلّطته فتسلّط ، قال تعالى : (وَلَوْ شاءَ اللهُ لَسَلَّطَهُمْ)(١) ، ومنه سمّى السّلطان (٢). قيل : هو جمع (٣) سليط [للزيت] كبعير وبعران ، سمّى لتنويره الأرض ، وكثرة الانتفاع به. والسّلطان أيضا : السّلاطة ، قال تعالى : (فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً)(٤) ، وقد يقال لذى السلاطة سلطان أيضا ، وهو الأكثر. وسمّى الحجّة سلطانا وذلك لما للحقّ (٥) من الهجوم على القلوب ، لكن أكثر تسلّطه على أهل العلم والحكمة من المؤمنين ، قال تعالى : (أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطاناً)(٦) ، وقوله (هَلَكَ عَنِّي سُلْطانِيَهْ)(٧) يحتمل السّلطانين. وامرأة سليطة : طويلة اللسان صخّابة. ورجل سليط ، وقد سلط سلاطة. وفى الحديث : «السّلطان ظلّ الله فى الأرض يأوى إليه كلّ مظلوم (٨)» وقال : «من اقترب من أبواب السّلطان افتتن» وقيل : فى صحبة السّلطان خطر : إن أطعته خاطرت بدينك ، وإن عصيته خاطرت بروحك ، فالسّلامة ألّا يعرفك ولا تعرفه. قال :
__________________
(١) الآية ٩٠ سورة النساء.
(٢) أى الذى بيده القوة والولاية.
(٣) أى أن السلطان فى الأصل معناه الزيوت يوقد بها ويستنار فأطلق على من يحكم الناس ، وكأنه جماعة الزيت لتنويره الناس وكثرة الانتفاع به.
(٤) الآية ٣٣ سورة الاسراء.
(٥) فى الأصلين والراغب : «يلحق» وهو تصحيف.
(٦) الآية ١٤٤ سورة النساء.
(٧) الآية ٢٩ سورة الحاقة.
(٨) من حديث رواه البيهقى فى شعب الايمان عن ابن عمر. كما فى الفتح الكبير.