٥٠ ـ بصيرة فى سام وسين وسوى
السآمة : الملالة ممّا يطول لبثه ، فعلا كان أو انفعالا ، قال تعالى : (لا يَسْأَمُ الْإِنْسانُ مِنْ دُعاءِ الْخَيْرِ)(١).
(مِنْ طُورِ سَيْناءَ)(٢) قرئ بفتح (٣) السّين وكسرها (٤). والألف فى (سَيْناءَ) بالفتح ليس إلّا للتأنيث ، لأنّه ليس فى كلامهم فعلال. وفى (سِيناء) بالكسر يصحّ [أن تكون (٥)] الألف فيه كالألف فى علباء وحرباء ، [وأن تكون الألف للإلحاق بسرواح (٦)]. وقيل طور سينين (٧).
والمساواة : المعادلة. واستوى الشيئان ، وتساويا ، وساوى أحدهما صاحبه. وساوى بين الشيئين ، وسوّى بينهما ، وساويت هذا بهذا وسوّيته به. قال الرّاعى :
بجرد عليهنّ الأجلّة سوّيت |
|
بضيف الشتاء والبنين الأصاغر (٨) |
__________________
(١) الآية ٤٩ سورة فصلت
(٢) الآية ٢٠ سورة المؤمنين
(٣) قرأ بالكسر نافع وابن كثير وأبو جعفر ، وقرأ الباقون بالفتح ، كما فى الأتحاف.
(٤) زيادة من الراغب ، ووزن سيناء على الأول فعلاء كوزن علباء ، وهو عصب العنق. والوزن على الثانى فيعال. وقوله : كسرواح ، كأنه محرف عن صرواح ، وهو قصر قديم باليمن يزعمون أن الجن بنته لبلقيس ، أو عن سرداح ، والأولى أن تكون للالحاق بديماس كما فى البيضاوى ، وعلى كلا الوجهين لا تكون الألف للتأنيث ويكون منع الصرف للعلمية والتأنيث. والحق أن الكلمة أعجمية ، ولا يقال أن الألف للتأنيث أو الالحاق ، ومنع الصرف فيه للعلمية والعجمة.
(٥) ورد هكذا فى الآية ٢ سورة التين.
(٦) يريد بالجرد خيلا قصيرة الشعر رقيقته ، والأجلة : جمع جلال : جمع جل ، وهو كالثوب يوضع على الدابة توقى به من البرد ، فالأجلة جمع الجمع.