١٠ ـ بصيرة فى شرك
الشّركة والمشاركة : خلط الملكين. وقيل : هو أن يوجد (١) شىء لاثنين فصاعدا ، عينا كان ذلك الشىء أو معنى ؛ كمشاركة الإنسان والفرس فى الحيوانيّة ، ومشاركة فرس وفرس فى الكمتة (٢) والدّهمة (٣) يقال : شركته ، وشاركته ، وتشاركوا ، واشتركوا ، وأشركته فى كذا. قال تعالى : (وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي)(٤) ، وفى الحديث : «اللهمّ أشركنا فى دعاء الصّالحين». ويروى أنّ الله تعالى قال لنبيّه صلىاللهعليهوسلم : إنّى شرّفتك وفضّلتك على جميع خلقى ، وأشركتك فى أمرى ، أى جعلتك بحيث تذكر معى ، فأمرت بطاعتك مع طاعتى ، نحو : (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ)(٥).
وجمع الشريك : شركاء.
وشرك الإنسان فى الدّين ضربان : أحدهما : الشرك العظيم ، وهو إثبات شريك لله ، تعالى الله عن ذلك ، يقال : أشرك فلان بالله. وذلك أعظم كفر. والثانى : شرك صغير ، وهو مراعاة غير الله معه فى بعض الأمور ، وذلك كالرّياء والنفاق المشار إليه بقوله : (جَعَلا لَهُ شُرَكاءَ فِيما آتاهُما)(٦).
__________________
(١) فى الأصلين : «يؤخذ» وما أثبت عن الراغب
(٢) الكمتة : الحمرة الشديدة
(٣) والدهمة : السواد
(٤) الآية ٣٢ سورة طه
(٥) الآية ٣٣ سورة محمد
(٦) الآية ١٩٠ سورة الأعراف