١١ ـ بصيرة فى الشرى
وهو يمدّ ويقصر. ويكون بمعنى الاشتراء ، وبمعنى البيع. والشّرى والبيع متلازمان ، فالمشترى دافع الثمن وآخذ المثمن ، والبائع دافع المثمن وآخذ الثمن. هذا إذا كانت المبايعة والمشاراة بناضّ (١) وسلعة. فأمّا إذا كان بيع سلعة بسلعة صحّ أن يتصوّر كلّ منهما بائعا ومشتريا ، ومن هذا الوجه صار لفظ البيع والشّرى يستعمل كلّ منهما مكان الآخر. وشريت بمعنى بعت أكثر ، وابتعت بمعنى اشتريت أكثر ، قال تعالى : (وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ)(٢) أى باعوه. ويجوز الشّراء والاشتراء فى كلّ ما يحصّل به شىء ، نحو : (أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى)(٣) ، وقوله تعالى : (إِنَّ اللهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ)(٤) فقد ذكر ما اشترى به وهو قوله تعالى : (يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ).
وقيل : ورد الشراء والاشتراء فى التّنزيل على اثنى عشر وجها :
الأوّل : شرى الضّلالة بالهدى : (أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى وَالْعَذابَ بِالْمَغْفِرَةِ)(٥).
__________________
(١) الناض : الدراهم والدنانير.
(٢) الآية ٢٠ سورة يوسف.
(٣) الآيتان ١٦ ، ١٧٥ سورة البقرة.
(٤) الآية ١١١ سورة التوبة.
(٥) الآيتان ١٦ ، ١٧٥ سورة البقرة.