٢٥ ـ بصيرة فى شهد
الشّهود والشّهادة : الحضور مع المشاهدة ، إمّا بالبصر أو البصيرة. وقد يقال للحضور مفردا ؛ قال تعالى : (عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ)(١). لكنّ الشهود بالحضور المجرّد أولى ، والشهادة مع المشاهدة [أولى](٢).
/ ويقال للمحضر مشهد ، وللمرأة التى يحضرها زوجها مشهد : وجمع مشهد : مشاهد ، ومنه مشاهد الحجّ ، وهى مواطنه (٣) الشّريفة التى تحضرها الملائكة والأبرار من النّاس. وقيل : مشاهد الحج : مواضع المناسك.
وقوله : (ما شَهِدْنا مَهْلِكَ أَهْلِهِ)(٤) ، أى ما حضرنا ، (وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ)(٥) ، أى لا يحضرونه بنفوسهم ولا بهمّهم وإرادتهم.
والشهادة : قول صادر عن علم حصل بمشاهدة بصر أو بصيرة.
وقوله : (أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ)(٦) يعنى شهادة بمشاهدة البصيرة ، ثمّ قال : (سَتُكْتَبُ شَهادَتُهُمْ وَيُسْئَلُونَ) تنبيها أنّ الشهادة تكون عن شهود. وقوله : (لِمَ تَكْفُرُونَ بِآياتِ اللهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ)(٧) ، أى تعلمون. وقوله :
__________________
(١) الآية ٩ سورة الرعد ، وورد فى مواطن أخرى.
(٢) زيادة من الراغب.
(٣) فى الأصلين «مواطنها» وما أثبت عن الراغب.
(٤) الآية ٤٩ سورة النمل.
(٥) الآية ٧٢ سورة الفرقان.
(٦) الآية ١٩ سورة الزخرف.
(٧) الآية ٧٠ سورة آل عمران.