٢٩ ـ بصيرة فى صور
الصّورة : ما ينتقش به الأعيان وتتميّز بها عن / غيرها. وذلك ضربان : ضرب محسوس يدركه الخاصّة والعامّة ، بل يدركه الإنسان وكثير من الحيوانات ؛ كصورة الإنسان ، والفرس والحمار. والثّانى ، معقول يدركه الخاصّة دون العامّة ؛ كالصّورة التى اختصّ الإنسان بها : من العقل والرويّة (١) والمعانى التى ميّز بها. وإلى الصّورتين أشار تعالى بقوله : (خَلَقْناكُمْ ثُمَّ صَوَّرْناكُمْ)(٢) ، (وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ)(٣) ، (فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ)(٤) ، (هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحامِ كَيْفَ يَشاءُ)(٥).
وقوله صلىاللهعليهوسلم : «إنّ الله خلق آدم على صورته (٦)». أراد بها ما خصّ الإنسان به من الهيئة المدركة بالبصر والبصيرة ، وبها فضّله على كثير من خلقه. وإضافته إلى الله تعالى على سبيل الملك لا على سبيل البعضيّة والتشبيه ، تعالى الله عن ذلك. وذلك على سبيل التشريف كما قيل : حرم الله ، وناقة الله ، ونحو ذلك قوله : (وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي)(٧).
__________________
(١) فى الأصلين : «الرؤية» وما أثبت عن الراغب
(٢) الآية ١١ سورة الأعراف
(٣) الآية ٦٤ سورة غافر ، والآية ٣ سورة التغابن
(٤) الآية ٨ سورة الانفطار
(٥) الآية ٦ سورة آل عمران
(٦) ورد الحديث فى الجامع الصغير فى حرف الخاء ، أى بلفظ «خلق الله ..» وهو فى مسند أحمد وغيره
(٧) الآية ٢٩ سورة الحجر ، والآية ٧٢ سورة ص.