٨ ـ بصيرة فى ضعف
الضّعف والضعف : خلاف القوّة. وقد ضعف وضعف ـ الفتح عن يونس ـ فهو ضعيف. وقوم ضعاف وضعفاء وضعفة. وفرّق بعضهم بين الضّعف والضعف فقال : [الضعف] ـ بالفتح ـ فى العقل والرأى ، والضّعف بضمّ ـ فى الجسد. ورجل ضعوف ، أى ضعيف. وكذلك امرأة ضعوف.
وقوله تعالى : (خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ)(١) أى من منىّ. وقوله تعالى. (وَخُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفاً)(٢) ، أى يستميله هواه.
وقال ابن عرفة : ذهب أبو عبيدة إلى أن الضّعفين اثنان (٣) ، وهذا قول لا أحبّه ؛ لأنّه قال الله تعالى : (يُضاعَفْ لَهَا الْعَذابُ ضِعْفَيْنِ)(٤) ، وقال فى آية أخرى : (نُؤْتِها أَجْرَها مَرَّتَيْنِ)(٥) فأعلم أن لها من هذا حظّين.
وقوله تعالى : (إِذاً لَأَذَقْناكَ ضِعْفَ الْحَياةِ وَضِعْفَ الْمَماتِ)(٦) ، أى لو ركنت إليهم فيما استدعوه منك لأذقناك ضعف عذاب الحياة وضعف عذاب الممات ؛ لأنّك نبىّ يضاعف لك العذاب على غيرك ، وليس على رسول الله صلىاللهعليهوسلم نقص فى هذا الخطاب ولا وعيد ، ولكن ذكّره الله تعالى منّته بالتثبيت بالنبوّة.
__________________
(١) الآية ٥٤ سورة الروم.
(٢) الآية ٢٨ سورة النساء.
(٣) يريد اثنين مضافين الى الشىء ، فيكون المجموع ثلاثة. وبذلك يستقيم الرد عليه الآتى.
(٤) الآية ٣٠ سورة الأحزاب.
(٥) الآية ٣١ سورة الأحزاب.
(٦) الآية ٧٥ سورة الاسراء.