٤ ـ بصيرة فى ظلم (وظمأ)
الظلمة ـ بالضمّ ـ والظلمة ـ بضمّتين ـ والظّلماء والظّلام : ذهاب النّور. والظّلمات : جمع ظلمة. ويعبّر بها عن الجهل ، والشرك ، والفسق ، كما يعبّر بالنور عن أضدادها ، قال الله تعالى : (اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ)(١). وقوله : (كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُماتِ)(٢) هو كقوله : (كَمَنْ هُوَ أَعْمى)(٣) ، وقوله : (وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُماتِ)(٤).
وقوله : (فِي ظُلُماتٍ ثَلاثٍ)(٥) ، أى البطن ، والرّحم ، والمشيمة. ويجمع على ظلم أيضا ، قال :
أرى الشّيب مذ جاوزت خمسين حجة |
|
يدبّ دبيب الصّبح فى غسق الظلم |
هو السّقم إلا أنّه غير مؤلم |
|
ولم أر مثل الشّيب سقما بلا ألم |
وفى بعض الآثار : إنّ الله تعالى خلق فى المشرق حجابا من نور ، وخلق فى المغرب حجابا من ظلمة ، ووكّل بهما ملكين ، فإذا قرب النّهار أخذ ملك
__________________
(١) الآية ٢٥٧ سورة البقرة.
(٢) الآية ١٢٢ سورة الأنعام.
(٣) الآية ١٩ سورة الرعد.
(٤) الآية ٣٩ سورة الأنعام.
(٥) الآية ٦ سورة الزمر.