١٢ ـ بصيرة فى الرخاء والرد
شىء رخو ـ بالكسر ـ أى ليّن. ومنه اشتقّت الرّخاء ، وهى الريح اللّيّنة ، يقال : نقيم (١) فى رخاء ونسيم رخاء (٢).
والردّ : صرف الشىء بذاته أو بحالة من حالاته ، يقال : رددته فارتدّ. فمن الردّ بالذّات قوله تعالى : (وَلَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ)(٣). ومن الردّ إلى حالة كان عليها قوله تعالى : (يَرُدُّوكُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ)(٤) ، وقوله : (وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ)(٥) ، أى لا دافع ولا مانع له. والرد كالرجع (٦). ومنهم من قال : فى الردّ قولان : أحدهما : ردّهم إلى ما أشار إليه بقوله : (مِنْها خَلَقْناكُمْ وَفِيها نُعِيدُكُمْ)(٧) ، والثّانى : ردّهم إلى الحياة المشار إليها بقوله : (وَمِنْها نُخْرِجُكُمْ تارَةً أُخْرى)(٨) ، فذلك نظر منهم إلى حالتين كلتاهما داخلة فى عموم اللفظ.
وقوله تعالى : (فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْواهِهِمْ)(٩) قيل : عضّوا الأنامل غيظا ، وقيل : أومئوا إلى السّكوت ، فأشاروا باليد إلى الفم ، وقيل : ردّوا أيديهم
__________________
(١) فى الأصلين : «نعيم» وهو محرف عما أثبت.
(٢) ورد من هذه المادة فى الكتاب العزيز قوله تعالى فى الآية ٣٦ من سورة ص : (فَسَخَّرْنا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخاءً حَيْثُ أَصابَ).
(٣) الآية ٢٨ سورة الأنعام.
(٤) الآية ١٤٩ سورة آل عمران.
(٥) الآية ١٠٧ سورة يونس.
(٦) فى الأصلين : «كالوضع» ، وما أثبت من الراغب.
(٧) الآية ٥٥ سورة طه.
(٨) الآية ٥٥ سورة طه.
(٩) الآية ٩ سورة ابراهيم.