فى آل عمران (١) والأنعام (وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ) (٢) يعنى ولم يخلطوا بشرك (وَتَكْتُمُوا الْحَقَ) أى ولا تكتموا أمر محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ (وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) ـ ٤٢ ـ أن محمدا نبى ونعته فى التوراة.
وقال لليهود : (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ) فى مواقيتها (وَآتُوا الزَّكاةَ) يعنى وأعطوا الزكاة من أموالكم (وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ) ـ ٤٣ ـ يعنى اليهود صلوا مع المصلين يعنى مع المؤمنين من أصحاب النبي محمد ـ صلىاللهعليهوسلم.
(أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ) وذلك أن اليهود قالوا لبعض أصحاب النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : إن محمدا حق فاتبعوه ترشدوا ، فقال الله ـ عزوجل ـ لليهود أتأمرون الناس بالبر يعنى أصحاب محمد (وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ) يقول وتتركون أنفسكم فلا تتبعوه (وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتابَ) يعنى التوراة فيها بيان أمر محمد ونعته (أَفَلا تَعْقِلُونَ) ـ ٤٤ ـ أنتم فتتبعونه ثم قال : (وَاسْتَعِينُوا) على طلب الآخرة (بِالصَّبْرِ) على الفرائض (وَالصَّلاةِ) الخمس حافظوا عليها فى مواقيتها (وَإِنَّها لَكَبِيرَةٌ) يعنى حين صرفت القبلة عن بيت المقدس إلى الكعبة فكبر ذلك على اليهود منهم جدي بن أخطب ، وسعيد بن عمرو الشاعر ، وغيرهم ثم استثنى فقال : (إِلَّا عَلَى الْخاشِعِينَ) ـ ٤٥ ـ يعنى إلا على المتواضعين من المؤمنين لم يكبر عليهم تحويل القبلة ثم نعت الخاشعين فقال : (الَّذِينَ يَظُنُّونَ) يعنى يعلمون يقينا (أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ) يعنى فى الآخرة (وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ راجِعُونَ) ـ ٤٦ ـ فيجزيهم بأعمالهم (يا بَنِي إِسْرائِيلَ) يعنى اليهود بالمدينة (اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي
__________________
(١) (يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْباطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) ـ سورة آل عمران : ٧١.
(٢) الأنعام : ٨٢ وتمامها (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ).