أُناسٍ مَشْرَبَهُمْ) يعنى كل سبط مشربهم يقول الله ـ عزوجل ـ (كُلُوا) من المنّ والسلوى (وَاشْرَبُوا) من العيون وهو (مِنْ رِزْقِ اللهِ) حلالا طيبا فذلك قوله ـ سبحانه ـ (كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ) يقول لا تعلوا ولا تسعوا (١) فى الأرض (مُفْسِدِينَ) ـ ٦٠ ـ يقول لا تعملوا فى الأرض بالمعاصي فرفعوا من المن والسلوى لغد فذلك قوله ـ سبحانه ـ (وَلا تَطْغَوْا فِيهِ) (٢) يقول لا ترفعوا منه لغد وكان موسى ـ عليهالسلام ـ إذا ظعن حمل الحجر معه وتنصب العيون منه.
ثم إنهم قالوا : يا موسى ، فأين اللباس؟ فجعلت الثياب تطول مع أولادهم وتبقى على كبارهم ولا تمزق ولا تبلى ولا تدنس ، وكان لهم عمود من نور يضيء لهم بالليل إذا ارتحلوا وغاب (٣) القمر ، فلمّا طال عليهم المن والسلوى سألوا موسى نبات الأرض فذلك قوله ـ عزوجل ـ : (وَإِذْ قُلْتُمْ يا مُوسى) فى التيه (لَنْ نَصْبِرَ عَلى طَعامٍ واحِدٍ) يعنى المن والسلوى (فَادْعُ لَنا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِها وَقِثَّائِها وَفُومِها) يعنى الثوم (وَعَدَسِها وَبَصَلِها) فغضب موسى ـ عليهالسلام ـ (قالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنى) يقول الذي هو دون المن والسلوى من نبات الأرض (بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ) يعنى المنّ والسلوى [١٣ أ] فقال موسى : (اهْبِطُوا مِصْراً) من الأمصار (فَإِنَّ لَكُمْ ما سَأَلْتُمْ) من نبات الأرض (وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ) يعنى على اليهود الذلة وهي الجزية (وَالْمَسْكَنَةُ) يعنى الفقر (وَباؤُ بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ) يعنى استوجبوا غضب الله ـ عزوجل ـ (ذلِكَ) الذل والمسكنة الذي نزل بهم (بِأَنَّهُمْ كانُوا يَكْفُرُونَ بِآياتِ اللهِ) يعنى القرآن (وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذلِكَ بِما عَصَوْا وَكانُوا يَعْتَدُونَ) ـ ٦١ ـ فى أديانهم (إِنَّ الَّذِينَ
__________________
(١) فى أ : يقول لا تسعوا.
(٢) سورة طه : ٨١.
(٣) فى أ ، ل : مكان القمر. ولكن فى مكان آخر : وغاب القمر.