الرجل على سبطه الميثاق وشهداء (١) على قومهم وكانوا اثنى عشر سبطا على كل سبط منهم رجلا فأطاع الله ـ عزوجل ـ منهم خمسة فكان منهم طالوت ، ممن أطاع الله ـ عزوجل ـ وعصى منهم سبعة ، فنقبوا على أن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئا (وَقالَ اللهُ) ـ عزوجل ـ للنقباء الاثنى عشر (إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكاةَ وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي) [٩٥ ب] يعنى الذين بعثتهم إليكم وفيهم عيسى ومحمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فكفروا بعيسى ومحمد ـ صلى الله عليهما وسلم ـ قال الله ـ تعالى ـ : ولقد أخذ الله ميثاقكم على أن تعملوا بما فى التوراة فكان الإيمان بالنبيين من عمل التوراة ، ثم قال ـ سبحانه ـ : (وَعَزَّرْتُمُوهُمْ) يعنى وأعنتموهم حتى يبلغوا الرسالة (وَأَقْرَضْتُمُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً) يعنى طيبة بها أنفسكم (٢) وهو التطوع (لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ) يقول أغفر لكم خطاياكم الذي كان منكم فيما بينكم وبيني (وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) يعنى البساتين (فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ) ـ ١٢ ـ يعنى فقد أخطأ قصد الطريق طريق الهدى فنقضوا العهد والميثاق. فذلك قوله ـ سبحانه ـ (فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ) فبنقضهم ميثاقهم لعناهم بالمسخ (وَجَعَلْنا قُلُوبَهُمْ قاسِيَةً) يعنى قست قلوبهم عن الإيمان بمحمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ (يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ) والكلم صفة محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ (وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ) وذلك أن الله ـ عزوجل ـ أخذ ميثاق بنى إسرائيل فى التوراة أن يؤمنوا بمحمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ويصدقوا به وهو مكتوب عندهم فى التوراة. فلما بعثه الله ـ عزوجل ـ كفروا وحسدوه وقالوا إن هذا ليس من ولد إسحاق وهو من ولد إسماعيل فقال الله ـ عزوجل ـ : (وَلا تَزالُ تَطَّلِعُ عَلى خائِنَةٍ مِنْهُمْ) وهو الغش للنبىّ
__________________
(١) فى أ : شهدوا ، ل : شهداء.
(٢) فى أ : نفسه ، ل : أنفسكم.