والمقداد بن الأسود ، وأبو ذر الغفاري ، وسلمان الفارسي ، وحذيفة ابن اليمان ، وسالم مولى أبى حذيفة ورجل آخر (١) اجتمعوا فى بيت عثمان بن مظعون ـ رضى الله عنهم ـ ثم قالوا : تعالوا حتى نحرم على أنفسنا الطعام واللباس والنساء ، وأن يقطع بعضهم مذاكيره ويلبس المسرح ويبنوا الصوامع فيترهبوا فيها فتفرقوا وهذا رأيهم. فجاء جبريل ـ عليهالسلام ـ فأخبر النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ بذلك فأتى منزل عثمان بن مظعون ـ رضى الله عنه ـ فلم يجدهم فقال النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ لامرأة عثمان : أحق ما بلغني عن عثمان وأصحابه؟ قالت : وما هو يا رسول الله؟ فأخبرها النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ الذي بلغه ، فكرهت أن تكذب النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أو تفشى سر زوجها. فقالت : يا رسول الله ، إن كان عثمان أخبرك بشيء فقد صدقك أو أخبرك الله ـ عزوجل ـ بشيء فهو كما أخبرك ربك ـ تعالى ذكره. فقال النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : قولي لزوجك إذا جاء : إنه ليس منى من لم يستن بسنتي ويهتد بهدينا ويأكل من ذبائحنا فإن من سنتنا : اللباس والطعام والنساء ، فاعلمى زوجك ، وقولي له : من رغب عن سنتي فليس منى ، فلما رجع عثمان وأصحابه أخبرته امرأته بقول النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فما أعجبه فذروا الذي ذكره النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فأنزل الله ـ عزوجل ـ : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ) (وَلا تَعْتَدُوا) فتحرموا حلاله (إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) ـ ٨٧ ـ من يحرم حلاله ويعتدى
__________________
(١) ورد فى أسباب النزول للواحدي : ١١٧ ، هذه القصة وذكر العشرة وهم : أبو بكر الصديق وعلى بن أبى طالب ، وعبد الله بن مسعود ، وعبد الله بن عمر ، وأبو ذر الغفاري ، وسالم مولى أبى حذيفة ، والمقداد بن الأسود ، وسلمان الفارسي ، ومعقل بن مضر.
كما وردت هذه القصة فى لباب النقول فى أسباب النزول للسيوطي.