صلاة العصر (فَيُقْسِمانِ بِاللهِ) فيحلفان بالله (إِنِ ارْتَبْتُمْ) يعنى إن شككتم ـ نظيرها فى النساء القصرى (١) ـ أن المال كان أكثر من هذا الذي أتيناكم به (لا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَناً) يقول لا نشتري بأيماننا عرضا من الدنيا (وَلَوْ كانَ ذا قُرْبى) يقول ولو كان الميت ذا قرابة منا (وَلا نَكْتُمُ شَهادَةَ اللهِ إِنَّا إِذاً) إن كتمنا شيئا من المال (لَمِنَ الْآثِمِينَ) ـ ١٠٦ ـ بالله ـ عزوجل ـ فحلفهما النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ عند المنبر بعد صلاة العصر فحلفا أنهما لم يخونا شيئا من المال فخلى سبيلهما ، فلما كان بعد ذلك وجدوا الإناء الذي فقدوه عند تميم الداري ، قالوا : هذا من آنية صاحبنا الذي كان أبدى بها وقد زعمتما أنه لم يبع ولم يشتر ولم ينفق على نفسه. فقالا : قد كنا اشتريناه منه فنسينا أن نخبركم به. فرفعوهما إلى النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ الثانية. فقالوا : يا رسول الله ، إنا وجدنا مع هذين إناء من فضة من متاع صاحبنا ، فأنزل الله ـ عزوجل ـ (فَإِنْ عُثِرَ عَلى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْماً) يقول فإن اطلع على أنهما يعنى النصرانيين كتما شيئا من المال أو خانا (فَآخَرانِ) من أولياء الميت يعنى عبد الله بن عمرو بن العاص والمطلب بن أبى وداعة السهميان (يَقُومانِ مَقامَهُما) يعنى مقام النصرانيين (مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَ) الإثم (عَلَيْهِمُ الْأَوْلَيانِ فَيُقْسِمانِ بِاللهِ) يعنى فيحلفان بالله فى دبر صلاة العصر أن الذي فى وصية صاحبنا حق وأن المال كان أكثر مما أتيتمانا به ، وأن هذا الإناء لمن متاع صاحبنا الذي خرج به معه وكتبه فى وصيته وأنكما خنتما ، فذلك قوله ـ سبحانه ـ : (لَشَهادَتُنا) يعنى عبد الله بن عمرو بن العاص والمطلب (أَحَقُّ مِنْ شَهادَتِهِما)
__________________
(١) يشير إلى الآية ٤ من سورة الطلاق وهي : (وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولاتُ الْأَحْمالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً).