يعنى النصرانيين (وَمَا اعْتَدَيْنا) بشهادة المسلمين من أولياء الميت (إِنَّا إِذاً لَمِنَ الظَّالِمِينَ) ـ ١٠٧ ـ (ذلِكَ أَدْنى) يعنى أجدر نظيرها فى النساء (١) (أَنْ يَأْتُوا) يعنى النصرانيين (بِالشَّهادَةِ عَلى وَجْهِها) كما كانت ولا يكتمان شيئا (أَوْ يَخافُوا أَنْ تُرَدَّ أَيْمانٌ بَعْدَ أَيْمانِهِمْ) يقول أو يخافوا أن يطلع على خيانتهم فيرد شهادتهما بشهادة الرجلين المسلمين من أولياء الميت فحلف عبد الله والمطلب كلاهما أن الذي فى وصية الميت حق وأن هذا الإناء من متاع صاحبنا فأخذوا تميم بن «أوس» (٢) الداري وعدى بن بندا النصرانيين [١١١ أ] بتمام ما وجدا فى وصية الميت حين اطلع الله ـ عزوجل ـ على خيانتهما فى الإناء ، (٣) ثم وعظ الله ـ عزوجل ـ المؤمنين ألا يفعلوا مثل هذا وألا يشهدوا بما لم يعاينوا ويروا ، فقال ـ سبحانه ـ : يحذرهم نقمته : (وَاتَّقُوا اللهَ وَاسْمَعُوا) مواعظه (وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ) ـ ١٠٨ ـ وأن تميم بن أوس الداري اعترف بالخيانة فقال له النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ويحك يا تميم ، أسلم يتجاوز الله عنك ما كان فى شركك ، فأسلم تميم الداري وحسن إسلامه ومات عدى بن بندا نصرانيا. قوله ـ سبحانه ـ : (يَوْمَ يَجْمَعُ اللهُ الرُّسُلَ) يعنى الأنبياء ـ عليهمالسلام ـ (فَيَقُولُ ما ذا أُجِبْتُمْ) فى التوحيد (قالُوا لا عِلْمَ لَنا) وذلك أول ما بعثوا عند زفرة جهنم لأن الناس إذا خرجوا من قبورهم تاهت عقولهم ، فجالوا فى الدنيا ثلاثين سنة ويقال أربعين سنة ، ثم ينادى مناد (٤) عند صخرة بيت المقدس : يا أهل الدنيا ، هاهنا موضع الحساب فيسمع النداء
__________________
(١) يشير إلى الآية ٣ من سورة النساء وفيها (ذلِكَ أَدْنى أَلَّا تَعُولُوا).
(٢) أوس : ساقط من أ ، ل.
(٣) وردت هذه القصة فى أسباب النزول للواحدي : ١٢١ وفى لباب النقول فى أسباب النزول للسيوطي : ٩٧.
(٤) فى أ : منادى.