جميع الناس فيقبلون نحو الصوت فإذا اجتمعوا ببيت المقدس زفرت جهنم زفرة لا يبقى ملك مقرب ولا نبى مرسل إلا ظن أنه لو جاء بعمل سبعين نبيا ما نجا (١) فعند ذلك تاهت عقولهم فيقول لهم عند ذلك ـ يعنى المرسلين ـ («ما ذا أُجِبْتُمْ) فى التوحيد (قالُوا لا عِلْمَ لَنا» إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ) ـ ١٠٩ ـ ثم رجعت عقولهم بعد ذلك إليهم فشهدوا على قومهم أنهم قد بلغوا الرسالة عن ربهم فذلك قوله ـ سبحانه ـ : (وَيَقُولُ الْأَشْهادُ) : يعنى الأنبياء (هؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلى رَبِّهِمْ) (٢).
قوله ـ سبحانه ـ : (إِذْ قالَ اللهُ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ) فى الآخرة (اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلى والِدَتِكَ) يعنى مريم ـ عليهماالسلام ـ (إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ) (٣) : فالنعمة على عيسى حين أيده بروح القدس يعنى جبريل ـ عليهالسلام ـ (تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ) صبيا (وَ) تكلمهم (كَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتابَ) يعنى خط الكتاب بيده (وَالْحِكْمَةَ) يعنى الفهم والعلم (وَالتَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ) يعنى علم التوراة والإنجيل وجعله نبيا ورسولا إلى بنى إسرائيل (وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ) (٤) يعنى الخفاش (بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيها) يعنى فى الهيئة (فَتَكُونُ طَيْراً) (٥) (بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ) (٦) يعنى الأعمى الذي يخرج من بطن أمه أعمى (وَ) يبرئ (الْأَبْرَصَ) يمسحهما بيده فيبرئهما (بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتى بِإِذْنِي) أحياء (وَإِذْ كَفَفْتُ
__________________
(١) فى أ : نجا ، وفى حاشية أ : ما نجا ومحمد.
(٢) سورة هود : ١٨.
(٣) ما بين الأقواس «...». ساقط من أ ، ل.
(٤) فى أ : اضطراب فسر آخر هذه الآية قبل أولها ثم أعاد تفسيرها. وكذلك فى ل : خلط بينها وبين آيات أخرى فى معناها من سور أخرى. وقد حققت الخطأ وأعدت ترتيب الآية حسب وورودها فى المصحف.
(٥) فى أ : طائرا.
(٦) خلط فى الكلام فى أ ، ل.