بَنِي إِسْرائِيلَ عَنْكَ) أى عن قتلك (إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّناتِ) «وهي إحياء سام ابن نوح بإذن الله» (١).
فيقوم عيسى ـ صلىاللهعليهوسلم ـ يوم القيامة بهؤلاء الكلمات خطيبا على رءوس الخلائق ، ويخطب إبليس لعنه الله على أهل النار بهذه الآية (إِنَّ اللهَ وَعَدَكُمْ ...) [١١١ ب] إلى قوله (بِمُصْرِخِكُمْ) يعنى بمانعكم من العذاب (وَما أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ) يعنى بمانعي من العذاب (إِنِّي كَفَرْتُ) يعنى تبرأت (بِما أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ) (٢) أى فى دار الدنيا. وأما النعمة على مريم ـ عليهاالسلام ـ فهي أنه اصطفاها يعنى اختارها وطهرها من الإثم واختارها على نساء العالمين وجعلها زوجة محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فى الجنة.
قوله ـ سبحانه ـ : (تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ) (٣) يعنى تكلم بنى إسرائيل صبيا فى المهد حين جاءت به أمه تحمله ، («وَ) يكلمهم (كَهْلاً») حين اجتمع واستوت لحيته (وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتابَ) يعنى خط الكتاب بيده (وَالْحِكْمَةَ) يعنى الفهم والعلم (وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ) يعنى الخفاش (فَتَنْفُخُ فِيها) يعنى فى الهيئة (فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ) الذي يخرج من بطن أمه أعمى فكان عيسى ـ عليهالسلام (٤) ـ يرد إليه بصره بإذن الله ـ تعالى ـ : «فيمسح بيده عليه فإذا هو صحيح بإذن الله» (٥) وأحيا سام
__________________
(١) هذه الجملة متصيدة من كلام المفسر بعد إصلاحه ونصها «عنك القتل فى أمر سام بن نوح».
(٢) سورة إبراهيم : ٢٢.
(٣) أعاد تفسيره لجزء الآية ١١٠ فكرر تفسير هذا الجزء بأسلوب آخر فيه تفسير وتعليق.
(٤) فى أ : صلىاللهعليهوسلم.
(٥) ما بين الأقواس زيادة من ل.