ابن نوح بإذن الله حيث كلمه الناس ثم مات فعاد كما كان (وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرائِيلَ عَنْكَ) يعنى عن قتلك حين رفعه الله ـ عزوجل ـ إليه «وقتل» (١) شبيهه وهو الرقيب الذي كان عليه (إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّناتِ) يعنى بالعجائب التي كان يصنعها من إبراء الأكمه والأبرص والموتى والطائر ونحوه (٢).
(فَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ) يعنى من اليهود من بنى إسرائيل (إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ) ـ ١١٠ ـ يعنى ما هذا الذي يصنع عيسى من الأعاجيب إلا سحر مبين يعنى بين ، نظيرها فى الصف (وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوارِيِّينَ) وهم القصارون مبيضو الثياب وكانوا اثنى عشر رجلا والوحى إليهم من الله ـ عزوجل ـ هو إلهام قذف فى قلوبهم التصديق بالله ـ عزوجل ـ بأنه واحد لا شريك له فذلك قوله ـ عزوجل ـ (أَنْ آمِنُوا بِي) أن صدقوا بأنى واحد ليس معى شريك (وَبِرَسُولِي) عيسى ابن مريم أنه نبى رسول (قالُوا آمَنَّا) يعنى صدقنا بما جاء به من عند الله ونشهد أن الله ـ عزوجل ـ واحد لا شريك له ، وأنك رسوله (وَاشْهَدْ) يا عيسى (بِأَنَّنا مُسْلِمُونَ) ـ ١١١ ـ يعنى مخلصون بالتوحيد (إِذْ قالَ الْحَوارِيُّونَ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ) يقول هل يقدر على أن يعطيك ربك إن سألته (أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ قالَ اتَّقُوا اللهَ) فلا تسألوه البلاء (إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) ـ ١١٢ ـ فإنها إن نزلت ثم كذبتم عوقبتم (قالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْها) فقد جعنا (وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنا) يعنى وتسكن قلوبنا إلى ما تدعونا إليه (وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنا) بأنك نبى [١١٢ أ] رسول (وَنَكُونَ عَلَيْها مِنَ الشَّاهِدِينَ) ـ ١١٣ ـ يعنى على المائدة عند بنى إسرائيل إذا رجعنا إليهم وكان القوم الذين
__________________
(١) ما بين القوسين «...» زيادة من ل.
(٢) الجزء السابق من الآية تفسيره مكرر مرتين فى أ ، ل.