بسم الله الرحمن الرحيم
(الم) ـ ١ ـ (ذلِكَ الْكِتابُ) وذلك أن كعب بن الأشرف ، وكعب بن أسيد لما دعاهما النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ إلى الإسلام قالا : ما أنزل الله كتابا من بعد موسى تكذيبا به فأنزل الله ـ عزوجل ـ فى قولهما : (الم ، ذلِكَ الْكِتابُ) بمعنى هذا الكتاب الذي كفرت به اليهود (لا رَيْبَ فِيهِ) يعنى لا شك فيه أنه من الله جاء ، وهو أنزله على محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ثم قال : هذا القرآن (هُدىً) من الضلالة (لِلْمُتَّقِينَ) ـ ٢ ـ من الشرك. ثم نعتهم فقال سبحانه ـ : (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) يعنى يؤمنون بالقرآن أنه من الله ـ تعالى ـ جاء وهو أنزله على محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فيحلون حلاله ويحرمون حرامه ويعملون بما فيه (وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ) المكتوبة الخمس يعنى يقيمون ركوعها وسجودها فى مواقيتها (وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ) من الأموال (يُنْفِقُونَ) ـ ٣ ـ يعنى الزكاة المفروضة نظيرها فى لقمان فهاتان الآيتان نزلتا فى مؤمنى أصحاب النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ والمهاجرين (١).
ثم ذكر مؤمنى أهل التوراة عبد الله بن سلام وأصحابه منهم أسيد بن زيد ، وأسد بن كعب ، وسلام بن قيس ، وثعلبة بن عمر ، وابن يامين (٢) واسمه سلام فقال : (وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ) يعنى يصدقون (بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ) يا محمد من القرآن أنه من الله
__________________
(١) هكذا فى أ ، ل. ولعل الأصل المهاجرين والأنصار.
(٢) ل : وابن يافين.