نزل (وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ) (١) على الأنبياء يعنى التوراة والإنجيل والزبور (وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ) ـ ٤ ـ يعنى يصدقون بالبعث الذي فيه جزاء الأعمال [٤ ب] بأنه كائن.
ثم جمعهم جميعا فقال ـ سبحانه ـ : (أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) ـ ٥ ـ.
فلما سمع أبو ياسر بن أخطب اليهودي بهؤلاء الآيات ، قال لأخيه جدي بن أخطب : لقد سمعت من محمد كلمات أنزلهن الله على موسى بن عمران. فقال جدي لأخيه : لا تعجل حتى تتثبت (٢) فى أمره. فعمد أبو ياسر وجدي ابنا أخطب ، وكعب ابن الأشرف ، وكعب بن أسيد ، ومالك بن الضيف ، وحيى بن أخطب ، وسعيد (٣) بن عمرو الشاعر ، وأبو لبابة بن عمرو ، ورؤساء اليهود ، فأتوا النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فقال جدي للنبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : يا أبا القاسم (٤) ، أخبرنى أبو ياسر بكلمات تقولهن آنفا ، فقرأهن النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فقال جدي : صدقتم (٥) أما (الم ، ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ ، الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ) فنحن هم وأما (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ) فهو كتابك (وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ) فهو كتابنا (وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) فأنتم هم قد آمنتم بما أنزل إليكم وإلينا وآمنتم بالجنة والنار فآيتان فينا وآيتان فيكم. ثم قالوا للنبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ :
__________________
(١) أ ، ل : (ويصدقون بما أنزل من قبلك) مع تميز كلمات القرآن بالمداد الأحمر. وقد اضطررت إلى كتابة نص القرآن فقط.
(٢) فى ل : تثبت ، وفى أ : تثبت. وفى حاشية أ : فى الأصل : تثبت.
(٣) فى ل : وشعبة.
(٤) أ : القسم.
(٥) هكذا فى أ ، ل ولو كان الخطاب للنبي وحده لقال : صدقت. فصدقتم لتعظيم النبي أو يقصد المسلمين معه.