ابن أبى لأبى بكر الصديق وأخذ بيده : مرحبا بسيد بنى تميم بن مرة ، ثانى اثنين ، وصاحبه فى الغار ، وصفيه من أمته الباذل نفسه وماله. ثم أخذ بيد عمر بن الخطاب فقال : مرحبا بسيد بنى عدى بن كعب ، القوى فى أمر الله الباذل نفسه وماله. ثم أخذ بيد على بن أبى طالب فقال : مرحبا بسيد بنى هاشم ، غير رجل واحد اختصه الله بالنبوة لما علم من صدق نيته ويقينه. فقال عمر بن الخطاب ـ رضى الله عنه ـ : ويحك يا ابن أبى اتق الله ، ولا تنافق وأصلح ، ولا تفسد ، فإن المنافق شر خليقة الله ، وأخبثهم خبثا ، وأكثرهم غشا. فقال عبد الله بن أبى بن سلول : يا عمر ، مهلا فوالله ، لقد آمنت كإيمانكم ، وشهدت كشهادتكم ، فافترقوا على ذلك. فانطلق أبو بكر وعمر وعلى ـ رحمة الله عليهم ـ إلى رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فأخبروه بالذي قاله عبد الله فأنزل الله ـ عزوجل ـ على نبيه ـ (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ وَإِذا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ) يعنى لا تعملوا فى الأرض بالمعاصي (قالُوا إِنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ) ـ ١١ ـ يعنى مطيعين. يقول الله ـ سبحانه : (أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ) يعنى العاصين (وَلكِنْ لا يَشْعُرُونَ) ـ ١٢ ـ بأنهم مفسدون (وَإِذا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَما آمَنَ النَّاسُ) نزلت فى منذر ابن معاذ ، وأبى لبابة ، ومعاذ بن جبل ، وأسيد ، قالوا لليهود : صدقوا بمحمد إنه نبى ، كما صدق به عبد الله بن سلام وأصحابه فقالت اليهود : (قالُوا أَنُؤْمِنُ) (١) يعنى نصدق (كَما آمَنَ السُّفَهاءُ) يعنى الجهال يعنون عبد الله بن سلام وأصحابه يقول الله ـ عزوجل ـ ردا عليهم : (أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهاءُ وَلكِنْ لا يَعْلَمُونَ)
__________________
(١) فى أ : (أنؤمن)