الصَّلاةِ) الرباعية ركعتين ، وهو صفة محذوف أي شيئا من الصلاة ، أو مفعول «تقصروا» بزيادة «من» فالسفر شرط للقصر. وظاهر نفي الجناح أنّه رخصة ، وعليه الشافعي ، وعند أبي حنيفة انه عزيمة ، وعليه أصحابنا لإجماعهم ونصوص أئمتهم عليهمالسلام وأخبار عامية ، ولا ينافيه نفي الجناح كما في (فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما). (١) وأقلّ سفر يقصر فيه عند أبي حنيفة ستة برد (٢) وعند الشافعي أربع.
وعندنا بريدان. وفي بعض أخبارنا بريد (إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا) يتعرّضوا لكم بمكروه. شرط باعتبار الغالب في ذلك الوقت ، فلا مفهوم له ، ولثبوت القصر في الأمن بالإجماع والأخبار. نعم الخوف موجب له أيضا فالشرط أحد الأمرين (إِنَّ الْكافِرِينَ كانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِيناً) بيّن العداوة.
[١٠٢] ـ (وَإِذا كُنْتَ فِيهِمْ) في الخائفين. وتشبث بمفهومه من خصّ ذلك بالنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وردّ بثبوت العموم بإجماعنا ودليل التأسّي ، وان حكم الأئمة حكمه (فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ) بأن تأمّهم (فَلْتَقُمْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ) يصلّون وتكون طائفة تجاه العدوّ (وَلْيَأْخُذُوا) أي المصلّون (أَسْلِحَتَهُمْ) مما لا يشغل عن الصلاة كالسيف ونحوه (فَإِذا سَجَدُوا) صلّوا (فَلْيَكُونُوا) أي غير المصلّين (مِنْ وَرائِكُمْ) يحرسونكم حتى تؤدّوا الصلاة كلّها جماعة ـ كصلاة «بطن النخل». (٣) أو تجمعوا في ركعة وينفردوا ويتمّوا الركعة الاخرى ، ـ وأنت قائم منتظر ـ كصلاة ذات الرقاع. (٤)
__________________
(١) سورة البقرة : ٢ / ١٥٨.
(٢) البرد : جمع بريد ، وهو اربعة فراسخ او اثنا عشر ميلا او ما بين المنزلين.
(٣) اي : صلاة النبي في محلّ اسمه بطن النخل ـ انظر تفسير البيضاوي ٢ : ١١٣ ـ.
(٤) اي : صلاة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في حرب ذات الرقاع.