سورة الأنعام
[٦]
مائة وخمس وستون آية مكية
وقيل : إلّا «وما قدروا» الآيات الثلاث و «قل تعالوا» الثلاث. (١)
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
[١] ـ (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ) اخترعهما بما اشتملا عليه من عجائب الصنع ، وبدائع الحكم وأنواع النّعم ، فهو المستحق للحمد. وقدم السماوات لشرفها (وَجَعَلَ) أحدث. والجعل المتعدي الى واحد فيه معنى التضمين كإحداث شيء من شيء أو تصييره شيئا ، والخلق فيه معنى التقدير فافترقا (الظُّلُماتِ وَالنُّورَ) جمعت دونه لكثرة أسبابها إذ لكلّ جرم ظلّ ، وقدّمت لتقدم العدم على الملكة (ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ) عطف على «الحمد لله» أي هو حقيق بالحمد على ما خلق للعباد ، ثم الذين كفروا به يعدلون عنه. فالباء يتعلق ب «كفروا» أو على «خلق» أي أنه خلق ما يعجز عنه غيره ثم هم يعدلون به ما لا يقدر على شيء منه. فتتعلق ب «يعدلون» ومعناه يسوون به الأصنام. و «ثم» لاستبعاد عدولهم مع قيام هذه الحجة.
__________________
(١) قاله ابن عباس ـ كما في تفسير مجمع البيان ٢ : ٢٧١.