مقدمة المؤلف
بسم الله الرّحمن الرّحيم
الحمد لله الذي أنزل على عبده القرآن ، هدى للنّاس وبيّنات من الهدى والفرقان ، فتحدّى به الفصحاء من أهل اللّسان ، فعجزوا عن معارضة أقصر سورة في حسن نظمها والبيان.
والصّلاة على الخطيب به على رؤس الإنس والجانّ ، النّاسخ به وبدينه سائر الكتب والأديان محمد المبعوث بأبلغ حجة وأقوى برهان.
وآله الذين هم لكتابه وشرعه حفظة وخزّان عليهم صلوات الرحمن في كلّ زمان.
«وبعد» فإنّ أسير الذّنوب العظام ، ورهين الجرائم الجسام ، الرّاجي من فضل مولاه ، فكّ رقبته من أغلال خطاياه ، العبد الجاني ، علي بن حسين (١) بن أبي جامع العاملي ـ عامله الله بعفوه ورأفته ، وشمله ووالديه والمؤمنين بفضله ورحمته ـ يقول :
إن علم التفسير من أجلّ العلوم الشّرعية موضوعا ، وأفضل المعارف الدينيّة أصولا وفروعا ، لأنّه «الكشّاف» عن «أنوار التنزيل» الحجاب ، ومن شأنه الإسعاف (٢) ب «مجمع البيان» و «التبيان» لاولى الألباب. وفي ضمنه كشف عن حقائق علوم جمّة ، وفي طيّة نشر لدقائق فنون مهمّة.
__________________
(١) هذه النسبة الى الجدّ الخامس ، والصحيح : عليّ بن الحسين بن محي الدين بن عبد اللطيف بن علي بن احمد بن أبي جامع.
(٢) الإسعاف : الإعانة ـ كما في مجمع البحرين «سعف».