بإجماعنا ، (١) والمخالفون بين موافق ومخالف. (٢)
و «الباء» للاستعانة ؛ وترجّح بأن جعل اسمه تعالى آلة للفعل مشعرا بزيادة مدخليته فيه حتى كأنه لا يوجد بدونه.
أو للمصاحبة وترجّح بأن التبرّك باسمه تعالى أدخل في الأدب من جعله آلة ، إذ هي تابعة مبتذلة ، وفي الردّ على المشركين في تبرّكهم باسم آلهتهم.
والحق أنّ التبرّك يجامع كلا منهما ، فإنّ ذكر اسمه تعالى يثمره مطلقا والسّورة مقولة على ألسنة عباده تعليما للتبرّك باسمه وحمده وسؤاله.
ومتعلّق الظرف ، الأولى تقديره فعلا ؛ لأصالته في العمل وقلّة الإضمار مؤخّرا ؛ لأهميّة اسمه تعالى ، وقصر التبرّك عليه خاصّا ؛ هكذا : باسم الله أتلو ؛ لدلالة الحال عليه ، إذ ما يتلو التّسمية متلوّ.
وكل فاعل يضمر ما جعلها مبدءا له كأذبح وأحلّ وارتحل : في الذّبح والحلّ والارتحال ، (٣) والإيهام العام كأبدأ قصر التبرّك على الابتداء ، ولمطابقة (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ). (٤) و «الاسم» من : السّموّ وأصله «سمو» حذف عجزه ، وسكّن أوّله ، وزيد فيه مبتدأ
__________________
(١) كما في تفسير التبيان ١ : ٢٤ وتفسير مجمع البيان ١ : ١٨.
(٢) في تفسير القرطبي ١ : ٩٢ : اختلف العلماء في هذا المعنى علي ثلاثة اقوال :
الاول : انها ليست بآية من الفاتحة ولا غيرها ـ وهو قول مالك ـ.
الثاني : انها آية من كل سورة ـ وهو قول عبد الله بن المبارك ـ.
الثالث : قول الشافعي : هي آية في الفاتحة ، وتردد قوله في سائر السور ، فمرّة قال : هي آية من كل سورة ، ومرّة قال : ليست بآية الّا في الفاتحة وحدها.
(٣) أي : وكل فاعل (بمعنى القائم بالعمل) يجعل مبدأ عمله بسم الله ... كأن يضمر في نفسه أذبح بسم الله ... وأحلّ ... وأرتحل ...
(٤) سورة العلق : ٩٦ / ١.