[٦٠] ـ (إِلَّا) لكنّ (مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ) وبناه للمفعول «ابن كثير» و «أبو عمرو» و «أبو بكر» من أدخل (١) (وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئاً) ولا ينقصون شيئا من ثوابهم ، ويجوز كون «شيئا» مصدرا.
[٦١] ـ (جَنَّاتِ عَدْنٍ) بدل بعض من «الجنّة» و «عدن» علم لمعنى العدن وهو : الإقامه أو : لأرض الجنّة ، لكونها مكان إقامة ، ولذلك وصف ما أضيف إليه بقوله : (الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمنُ عِبادَهُ بِالْغَيْبِ) حال أي غائبين عنها أو غائبة عنهم (إِنَّهُ كانَ وَعْدُهُ) أي موعوده (مَأْتِيًّا) بمعنى : آت ، أو : موعوده الجنّة يأتيها أهلها (٢).
[٦٢] ـ (لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً) قولا لا طائل تحته (إِلَّا) لكن يسمعون (سَلاماً) من الملائكة عليهم ، أو من بعضهم على بعض ، أو الاستثناء متّصل أي :
إن كان التّسليم لغوا فلا يسمعون سواه (٣) (وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيها بُكْرَةً وَعَشِيًّا) أي على قدرهما في الدّنيا إذ لا نهار ثمّ ، ولا ليل ، بل ضوء ونور ، وقيل : أريد دوام الرّزق (٤).
[٦٣] ـ (تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ) نعطي ونملك كما يملك الوارث مال مورّثه (مِنْ عِبادِنا مَنْ كانَ تَقِيًّا) بطاعته.
[٦٤] ـ (وَما نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ) نزل لمّا استبطأ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم «جبرئيل» فقال له : ما يمنعك أن تزورنا اكثر ممّا تزورنا؟ (٥).
والتّنزل : النزول على مهل ، أي : ما ننزّل وقتا غبّ وقت (٦) إلّا بأمر الله تعالى
__________________
(١) حجة القراآت : ٤٤٥ ـ وجملة : «من ادخل» ليست موجودة في «ج».
(٢) تفسير مجمع البيان ٣ : ٥٢١.
(٣) وفي تفسير البيضاوي : كقوله :
ولا عيب فيهم غير ان سيوفهم |
|
بهنّ فلول من قراع الكتائب |
(٤) نقله البيضاوي في تفسيره ٣ : ١٦٤.
(٥) رواه الطبرسي في تفسير مجمع البيان ٣ : ٥٢١ عن ابن عباس ـ.
(٦) يقال غب الرجل ، اي جاء زائرا بعد ايام ، او كل اسبوع ومنه الحديث : «زر غبّا تزدد حبّا».