قبلها ، وتمحّضت للتّأكيد وجرّدت عن معنى الحال ، فدخلت على «سوف» ، وعن «ابن ذكوان» : «إذا» بهمزة واحدة مكسورة ، على الخبر (١).
[٦٧] ـ (أَوَلا يَذْكُرُ الْإِنْسانُ) أصله «يتذكّر» قلبت التّاء ذالا وأدغمت في الذّال وقرأ «نافع» و «عاصم» و «ابن عامر» : «يذكر» من الذّكر بمعنى التّفكّر (٢) عطف على «يقول» ووسطت همزة الإنكار بينه وبين العاطف (أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئاً) كائنا فيستدلّ بالابتداء على الإعادة.
[١٨] ـ (فَوَ رَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ) أي منكري البعث ، اقسم باسمه مضافا الى رسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم تحقيقا للإعادة وتشريفا للرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم (وَالشَّياطِينَ) عطف أو مفعول معه أي نجمع كلّ كافر مع شيطانه بسلسلة ، وإذا حشر الجنس بأسره وفيهم الكفرة مقرونين بالشّياطين ، فقد حشر الكلّ معهم ، وان عاد الضمير الى الكفرة فواضح (ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا) على الرّكب لما يدهشهم من الهول جمع «جاث» وأصله جثووا أو جثوى ، فعول من جثا يجثو ويجثي.
[٦٩] ـ (ثُمَّ لَنَنْزِعَنَ) لنميزنّ (مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ) فرقة (أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمنِ عِتِيًّا) أي الأعتى فالأعتى فنلقيهم فيها ، و «ايّهم» قيل : مبنيّ على الضمّ لأنّه من الموصولات لكنّه أعرب حملا على كلّ وبعض للزوم الإضافة ، فإذا حذف صدر صلته عاد الى البناء لزيادة نقصه ، ومحلّه النّصب ب «ننزعنّ».
وقيل : مرفوع بالابتداء على انه استفهام وخبره «اشدّ» ، والجملة محكيّة والتّقدير لننزعنّ من كل شيعة الذين يقال فيهم ايّهم أشدّ ، أو : معلّق عنها لننزعنّ وان لم يكن فعل قلب أو مستأنفة والمفعول «من كل شيعة» على زيادة «من» أو كونها للتبعيض و «على» متعلّق ب «أشدّ».
__________________
(١) تفسير البيضاوي ٣ : ١٦٥.
(٢) حجة القراآت : ٤٤٥ وتفسير التبيان ٧ : ١٤٠.