[٣] ـ (لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ) غافلة عن تدبّره ، أو حال من واو «يلعبون» (وَأَسَرُّوا النَّجْوَى) بالغوا في اخفائها ، أو اخفوا التّناجي فلم يفطن له (الَّذِينَ ظَلَمُوا) بدل من واو «اسرّوا» أو ذمّ مرفوع ، أو منصوب بتقدير «هم» أو «أعني» (هَلْ هذا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ) بدل من «النّجوى» أو مفعول ل «قالوا» مضمرا أي : هو ليس بملك ، فليس برسول ، فما يأتي به سحر (أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ) أفتحضرونه وتقبلونه (وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ) ترون انّه بشر. أو : تعلمون انه سحر.
[٤] ـ (قالَ) (١) وقرأ «حفص» و «حمزة» و «الكسائي» : «قال» (٢) بالإخبار عن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم (رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ) كائنا (فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ) فيعلم ما اسرّوه (وَهُوَ السَّمِيعُ) لأقوالهم (الْعَلِيمُ) بأحوالهم.
[٥] ـ (بَلْ) للانتقال من حكاية تشاورهم في أمر الرّسول صلىاللهعليهوآلهوسلم الى حكاية ما قالوا في القرآن (قالُوا أَضْغاثُ أَحْلامٍ) تخاليط أباطيل ، رآها في النّوم ، ثم اضربوا عنه وقالوا : (بَلِ افْتَراهُ) اختلقه من نفسه ، ثمّ اضربوا عنه وقالوا : (بَلْ هُوَ شاعِرٌ) فما أتى به شعر.
وجعل الأوّل اضرابا لهم أيضا عن قولهم انّه سحر أي أنّه تخاليط ، فتكون الإضرابات كلّها لهم غير ظاهر (فَلْيَأْتِنا بِآيَةٍ كَما أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ) به كالنّاقة والعصا.
[٦] ـ (ما آمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْيَةٍ) أي أهلها (أَهْلَكْناها) بتكذيب الآيات المقترحة عند مجيئها (أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ) أي : لا يؤمنون لو أتيتم بها ، وإذا لم يؤمنوا استحقّوا الإهلاك كمن قبلهم فلم نجبهم إبقاء عليهم.
[٧] ـ (وَما أَرْسَلْنا قَبْلَكَ إِلَّا رِجالاً) لا ملائكة ، جواب لقولهم :
__________________
(١) في المصحف الشريف بقراءة حفص : «قال» ـ كما سيشير اليه المؤلف.
(٢) حجة القراآت : ٤٦٥.