سورة الحج
[٢٢]
نيّف وسبعون آية مكية إلّا آيات ، أو مدنية إلّا آيات.
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
[١] ـ (يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ) بفعل الطّاعات وترك المعاصي (إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ) من اضافة المصدر الى فاعله المجازيّ ، أي : تحريكها للأشياء. أو : الى ظرفه ، أي : تحريك الأشياء فيها.
وقيل : هي زلزلة تتقدّم «السّاعة» فأضيفت إليها لأنّها من أشراطها (١) (شَيْءٌ عَظِيمٌ) فظيع ، علّل بذلك أمرهم بالتّقوى حثّا عليها فإنّها خير زاد الى المعاد.
[٢] ـ (يَوْمَ تَرَوْنَها) أي الزّلزلة (تَذْهَلُ) تغفل بدهشة (كُلُّ مُرْضِعَةٍ) بالفعل.
والمرضع أعمّ وهي ما من شأنها الإرضاع (عَمَّا أَرْضَعَتْ) «ما» مصدريّة أو موصولة ، والمراد تصوير هولها بأنّه بحيث لو ألقمت المرضعة الرّضيع ثديها نزعته عن فيه ونسيته لدهشتها (وَتَضَعُ كُلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها) جنينها (وَتَرَى النَّاسَ سُكارى) من شدّة الفزع ، وأفرد بعد جمعه لأنّ الزّلزلة يراها الكلّ ، والسّكر انّما يراه كلّ واحد من
__________________
(١) قاله علقمة والشعبي ـ كما في تفسير مجمع البيان ٤ : ٧٠ ـ.