قيل : نزلت في أبي بكر ، كان ينفق على مسطح ـ وهو ابن خالته ، مسكين مهاجر بدريّ ـ فلمّا خاض في الإفك حلف أن لا ينفق عليه (١).
أو : ناس من الصّحابة حلفوا أن لا يتصدّقوا على من خاض فيه (وَلْيَعْفُوا) إساءتهم (وَلْيَصْفَحُوا) عنهم (أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ) على عفوكم وصفحكم عمن أساء إليكم (وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) للمؤمنين.
[٢٣] ـ (إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ) العفائف (الْغافِلاتِ) عن الفواحش (الْمُؤْمِناتِ) بالله ورسوله (لُعِنُوا فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ) وعيد عامّ لكلّ قاذف ما لم يتب.
[٢٤] ـ (يَوْمَ) ظرف لمتعلّق «لهم» أي استقرّ (تَشْهَدُ) وقرأ «حمزة» و «الكسائي» بالياء لتقدّمه (٢) وفصل : (عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ) بها وبغيرها بإنطاق الله ايّاها.
[٢٥] ـ (يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللهُ دِينَهُمُ الْحَقَ) جزائهم المستحقّ (وَيَعْلَمُونَ) ضرورة (أَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ) الثابت البيّن الإلهيّة ، أو العادل الظّاهر العدل.
[٢٦] ـ (الْخَبِيثاتُ) من الكلمات (لِلْخَبِيثِينَ) من النّاس من الرّجال والنّساء (وَالْخَبِيثُونَ) من النّاس (لِلْخَبِيثاتِ) من الكلمات (وَالطَّيِّباتُ) منها (لِلطَّيِّبِينَ) منهم (وَالطَّيِّبُونَ) منهم (لِلطَّيِّباتِ) منها (أُولئِكَ) أي الطّيّبون (مُبَرَّؤُنَ مِمَّا يَقُولُونَ) أي أهل الإفك ، أو «الخبيثون» أي مبرّءون من أن يقولوا كقولهم (لَهُمْ) أي للطّيّبين (مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) في الجنّة.
وقيل : الخبيثات من النّساء للخبيثين من الرّجال ، وكذا الطّيبات
__________________
(١) قاله ابن عباس وعائشة وابن زيد ـ كما في تفسير مجمع البيان ٤ : ١٣٣.
(٢) يعني لتقدم الفعل على الفاعل المؤنث المجازي واسناده الى الظاهر مع الفصل ب «عليهم» بينها ـ حجة القراآت : ٤٩٦.