و «ابن عامر» و «حمزة» (١) بتقدير القول (لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ) للإنذار.
[٢٦] ـ (أَنْ) أي بأن أو أي (لا تَعْبُدُوا إِلَّا اللهَ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ) مؤلم.
[٢٧] ـ (فَقالَ الْمَلَأُ) الأشراف (الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ ما نَراكَ إِلَّا بَشَراً مِثْلَنا) لا تفضلنا بشيء يوجب طاعتك علينا (وَما نَراكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَراذِلُنا) اخسّاؤنا الذين لا مال لهم ولا جاه (بادِيَ الرَّأْيِ) ظاهره بلا تعمق ، من البدو ، أو ابتداء من البدء بقلب الهمزة ياء ، وهمّزه «أبو عمرو» (٢) ونصب ظرفا بحذف مضاف أي وقت حدوث ظاهر آرائهم أو أوله (وَما نَرى لَكُمْ) لك ولمن اتبعك (عَلَيْنا مِنْ فَضْلٍ) تستحقون به أن نتّبعكم (بَلْ نَظُنُّكُمْ كاذِبِينَ) في دعواك الرسالة وزعمهم صدقك. غلّب المخاطب على الغيب.
[٢٨] ـ (قالَ يا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ) اخبروني (إِنْ كُنْتُ عَلى بَيِّنَةٍ) حجة تصدق دعواي (مِنْ رَبِّي وَآتانِي رَحْمَةً) نبوّة (مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ) (٣) خفيت (عَلَيْكُمْ) لقلة تدبركم فيها والضمير لكل من البينة والرحمة.
وضمّ العين «حفص» و «حمزة» و «الكسائي» وشددوا الميم (٤) (أَنُلْزِمُكُمُوها) أنلجئكم إلى قبولها (وَأَنْتُمْ لَها كارِهُونَ) لا تقبلونها.
[٢٩] ـ (وَيا قَوْمِ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ) على التبليغ (مالاً) أجرا (إِنْ أَجرِيَ)
__________________
(١) تفسير البيضاوي ٣ : ٢٤ ، وفي تفسير القرطبي ٩ : ٢٢ : وقرأ «ابن كثير» و «ابو عمر» و «الكسائي» : «أني» بفتح الهمزة ـ اي : أرسلناه بأني لكم نذير مبين.
(٢) حجة القراآت : ٣٣٨.
(٣) في المصحف الشريف بقراءة «حفص» : «فعمّيت» ـ كما سيشير اليه المؤلف ـ.
(٤) تفسير البيضاوي ٣ : ٢٤ وفي هامش تفسير القرطبي ٩ : ٢٥ ـ ان قراءة : «فعميت» ـ بالتخفيف ـ هي ل «نافع».