ما ثوابي ، وسبق في «يونس» القراءة في الياء (١) (إِلَّا عَلَى اللهِ وَما أَنَا بِطارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا) كما سألتموني (إِنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ) فيكرمهم ويجازي طاردهم (وَلكِنِّي أَراكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ) الحق وأهله ، أو في سؤال طردهم. وفتح «نافع» و «البزي» و «أبو عمرو» : الياء (٢) وكذا في «أريكم» الآتية (٣).
[٣٠] ـ (وَيا قَوْمِ مَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللهِ) يمنعني من عذابه (إِنْ طَرَدْتُهُمْ أَفَلا تَذَكَّرُونَ) تتذكرون أي تتعظون.
[٣١] ـ (وَلا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزائِنُ اللهِ) مقدوراته أو خزائن رزقه (وَلا) أقول إني (أَعْلَمُ الْغَيْبَ) حتّى تستعظموا ذلك فتكذبوني (وَلا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ) بل أنا بشر مثلكم (وَلا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي) تحتقر (أَعْيُنُكُمْ لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللهُ خَيْراً) فإنه يؤتيهم في الآخرة ثوابه (اللهُ أَعْلَمُ بِما فِي أَنْفُسِهِمْ) قلوبهم من إخلاص وغيره (إِنِّي إِذاً لَمِنَ الظَّالِمِينَ) ان قلت ذلك.
[٣٢] ـ (قالُوا يا نُوحُ قَدْ جادَلْتَنا) خاصمتنا (فَأَكْثَرْتَ جِدالَنا فَأْتِنا بِما تَعِدُنا) من العذاب (إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ) في الوعيد.
[٣٣] ـ (قالَ إِنَّما يَأْتِيكُمْ بِهِ اللهُ إِنْ شاءَ) فإن تعجيله وتأخيره إليه لا الىّ (وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ) فائتين الله.
[٣٤] ـ (وَلا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ) جواب الشرط ، يعلم مما قبله ، ومن الشرطية يعلم جواب (إِنْ كانَ اللهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ) والتقدير إن كان الله يريد أن يخيّبكم من ثوابه ويعاقبكم لكفركم ، أو يهلكهم ، فإن أردت أن أنصح لكم لا ينفعكم نصحي ، إذ الشرط بعد الشرط مقدم معنى وان تأخر لفظا (هُوَ رَبُّكُمْ)
__________________
(١) في الآية (٧٢) من سورة يونس.
(٢) النشر في القراآت العشر ٢ : ٢٩٢.
(٣) في الآية (٨٤) من هذه السورة.