مالككم (وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) فيجازيكم بأعمالكم.
[٣٥] ـ (أَمْ) بل أ(يَقُولُونَ) أي كفّار مكة (افْتَراهُ) اختلق محمد نبأ نوح (قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرامِي) وباله (وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ) من إجرامكم في نسبة الافتراء إليّ.
[٣٦] ـ (أُوحِيَ إِلى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ فَلا تَبْتَئِسْ) تغتمّ (بِما كانُوا يَفْعَلُونَ) من تكذيبك وايذائك. أقنطه الله من إيمانهم فدعا (رَبِّ لا تَذَرْ) إلى آخره ، (١) فأجاب دعاءه وقال :
[٣٧] ـ (وَاصْنَعِ الْفُلْكَ) السفينة (بِأَعْيُنِنا) برعايتنا وحفظنا (وَوَحْيِنا) وتعليمنا (وَلا تُخاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا) كفروا بإمهالهم (إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ) لا محالة.
[٣٨] ـ (وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ) حكاية حال ماضية (وَكُلَّما مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ) جماعة (مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ) هزأوا به لعمله لها في برّ لا ماء عنده ، فيتضاحكون ويقولون :
صرت نجّارا بعد النبوة (قالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ) إذا غرقتم (كَما تَسْخَرُونَ) اليوم.
[٣٩] ـ (فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ) أي الذي (يَأْتِيهِ عَذابٌ يُخْزِيهِ) يفضحه وهو الغرق (وَيَحِلُ) ينزل (عَلَيْهِ عَذابٌ مُقِيمٌ) دائم في الآخرة.
[٤٠] ـ (حَتَّى إِذا جاءَ أَمْرُنا) بتعذيبهم ، غاية «ليصنع» ، وما بينهما حال من فاعله (وَفارَ التَّنُّورُ) ارتفع منه الماء وهو تنّور الخبز. كان في الكوفة [في] ـ موضع مسجدها ، أو في الشام ، أو الهند وكان ذلك علامة لنوح خارقة للعادة (قُلْنَا احْمِلْ فِيها) في السفينة (مِنْ كُلٍ) من كل نوع من الحيوان (زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ) ذكرا وأنثى ، وهذا على التنوين لحفص (٢) وعلى الاضافة لغيره ، معناه : من كل زوجين ذكر وأنثى
__________________
(١) وهي الآية (٢٥) من سورة نوح : (٧١).
(٢) حجة القراآت : ٣٣٩.