وآخره من جملة أوقاته لفضلهما على سائرها ويجوز توجّه الفعلين إليهما :
وقيل : أريد بالتسبيح : الصلاة (١).
[٤٣] ـ (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ) يرحمكم (وَمَلائِكَتُهُ) يطلبون لكم الرحمة والمغفرة ، جعلوا لاستجابة دعوتهم كأنهم فاعلو الرحمة ، أو أريد بالصلاة المشترك وهو العناية بحالهم (لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُماتِ) من الجهل بالله (إِلَى النُّورِ) إلى معرفته ، أو من الكفر الى الإيمان (وَكانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً) يشعر بإرادة الرحمة من الصلاة.
[٤٤] ـ (تَحِيَّتُهُمْ) مصدر مضاف الى مفعوله (يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ) عند الموت أو البعث ، أو في الجنة (سَلامٌ) بشارة بالسلامة من كلّ شرّ (وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْراً كَرِيماً) هو الجنّة.
[٤٥] ـ (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً) على أمتك بطاعتهم ومعصيتهم ، حال مقدّرة (وَمُبَشِّراً) للمطيع بالجنة (وَنَذِيراً) للعاصي بالنّار.
[٤٦] ـ (وَداعِياً إِلَى اللهِ) الى توحيده وطاعته (بِإِذْنِهِ) بأمره أو بتيسيره ، فإنّ الدعوة لصعوبتها لا تتأتّى إلّا بتسهيله تعالى (وَسِراجاً مُنِيراً) تجلى به ظلمات الضلال ويستمدّ من نوره نور البصائر.
[٤٧] ـ (وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللهِ فَضْلاً كَبِيراً) زيادة على ما يستحقونه من الثواب.
[٤٨] ـ (وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَالْمُنافِقِينَ) تهييج له (وَدَعْ أَذاهُمْ) إيذائهم إيّاك ، واعرض عنه ، أو ايذائك إياهم بقتل أو ضرر حتى تؤمر به (وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ) فهو كافيك (وَكَفى بِاللهِ وَكِيلاً) مفوضا إليه الأمور.
[٤٩] ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِناتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَ)
__________________
(١) قاله قتادة كما في تفسير مجمع البيان ٤ : ٣٦٢.