٤٠ ـ بصيرة فى عمه وعمى وعن
العمه ـ محرّكة ـ : التردّد فى الضلالة ، والتحيّر فى منازعة أو طريق ، أو ألّا يعرف الحجّة. عمه ـ كفرح ومنع ـ عمها وعمها وعموها وعموهة وعمهانا ، وتعامه فهو عمه وعامه ، والجمع : عمهون وعمّه. قال تعالى : (فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ)(١).
عمى ـ كرضى ـ ذهب بصره كلّه. وكذا اعماى يعماى اعمياء ، وقد يشدّد (٢) الياء ، فهو أعمى وعم من عمى وعماة وعميان ، وهى عمياء وعمية وعمية. وعمّاه تعمية : صيّره أعمى ، ومعنى الكلام : أخفاه. والعمى أيضا : ذهاب بصر القلب. والفعل والصفّة كما تقدّم فى غير أفعال ، وتقول : ما أعماه فى هذه دون الأولى. وتعامى : أظهره. ومن الأوّل قوله تعالى : (عَبَسَ وَتَوَلَّى أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى)(٣) ، ومن الثانى ما ورد من ذمّ العمى نحو قوله تعالى : (صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ)(٤) ، بل لم يعدّ تعالى افتقاد البصر فى جنب افتقاد البصيرة عمى حين قال : (فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ)(٥).
وقوله تعالى : (وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى وَأَضَلُّ سَبِيلاً)(٦) فالأوّل اسم الفاعل ، والثانى قيل : هو مثله ، وقيل : هو أفعل من
__________________
(١) الآية ١٥ سورة البقرة. وورد فى مواطن أخر
(٢) أى يقال : اعماىّ. وفى التاج : «قال الصاغانى : وهو تكلف غير مستعمل»
(٣) أول سورة عبس
(٤) الآيتان ١٨ ، ١٧١ سورة البقرة
(٥) الآية ٤٦ سورة الحج
(٦) الآية ٧٢ سورة الاسراء