ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ)(١) الآية. وقال تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ)(٢) إلى قوله : (يَعْمَلُونَ) ، وقال تعالى لرسوله صلىاللهعليهوسلم : (فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ وَمَنْ تابَ مَعَكَ)(٣) إلى قوله : (بَصِيرٌ) ، فبيّن أنّ الاستقامة بعدم الطغيان ، وهو مجاوزة الحدود. وقال : (قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ)(٤)
وسئل صدّيق الأمّة وأعظمها استقامة أبو بكر الصّديق رضى الله عنه عن الاستقامة فقال : ألّا تشرك بالله شيئا. يريد الاستقامة على محض التوحيد. وقال عمر بن الخطاب رضى الله عنه : أن يستقيم على الأمر والنهى ، ولا يروغ روغان الثعلب. وقال عثمان رضى الله عنه : استقاموا : أخلصوا العمل لله. وقال علىّ رضى الله عنه وابن عبّاس : استقاموا : أدّوا الفرائض. وقال الحسن البصرىّ : استقاموا على أمر الله ، فعملوا بطاعته ، واجتنبوا معصيته. وقال مجاهد : استقاموا على شهادة أن لا إله إلّا الله ، حتّى لحقوا بالله. وقال بعضهم : استقاموا على محبّته وعبوديته ، فلم يلتفتوا عنه يمنة ولا يسرة. وعند مسلم عن سفيان بن عبد الله قال : قلت : يا رسول الله : قل لى فى الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا غيرك ، قال : «قل آمنت بالله ثم استقم». وعند ثوبان يرفعه : «استقيموا ولن تحصوا (٥) ، واعلموا أنّ خير أعمالكم الصّلاة ، ولا يحافظ على الوضوء إلّا مؤمن».
__________________
(١) الآية ٣٠ سورة فصلت
(٢) الآية ١٣ سورة الأحقاف
(٣) الآية ١١٢ سورة هود
(٤) الآية ٦ سورة فصلت
(٥) لن تحصوا أى لن تطيقوا الاستقامة