وقوله تعالى : (لا مِساسَ)(١) بكسر الميم أى لا أمسّ ولا أمسّ ؛ وكذلك التماسّ ، ومنه قوله تعالى : (مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا)(٢).
المسح : إمرار اليد على الشيء ، وإزالة الأثر عنه ، وقد يستعمل فى كل واحد منهما. ومسح الأرض : ذرعها. وعبّر عن السير بالمسح ؛ كما عبّر عنه بالذرع ، فقيل : مسح البعير المفازة وذرعها. والمسح فى الشرع : إمرار الماء على العضو ، يقال : مسحت للصلاة وتمسّحت ، قال تعالى : (وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ)(٣). ومسحته بالسيف كناية عن الضرب ؛ كما يقال : مسحت. قال تعالى : (فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْناقِ)(٤).
فأما المسيح [فهو] لقب عيسى بن مريم صلوات الله عليه أو اسمه. قال تعالى : (اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ)(٥).
وهذه لفظة فى صفة نبىّ الله وكلمة الله عيسى عليهالسلام ، وفى صفة عدوّ الله الدجّال. وفى تفسير هذه اللفظة وإيضاح معناها أقوال كثيرة ، ووجوه عديدة ، تنيف على خمسين.
قال القرطبى : اختلف فى لفظة المسيح على ثلاثة وعشرين قولا ، ذكرها لحافظ ابن دحية فى كتاب مجمع (٦) البحرين ، فى فوائد المشرقين والمغربين. وقال متبجّحا : لم أر من جمعها قبلى ممّن رحل وجال ، ولقى الرجال ، وذكر ثلاثة وعشرين وجها ، فأضفت إليه ما كان عندى من الوجوه الحسنة ، والأقوال البديعة فتمت ، خمسون وجها أو يزيد.
__________________
(١) الآية ٩٧ سورة طه.
(٢) الآيتان ٣ ، ٤ سورة المجادلة.
(٣) الآية ٦ سورة المائدة.
(٤) الآية ٢٣ سورة ص.
(٥) الآية ٤٥ سورة آل عمران.
(٦) فى الأصلين : «مرج» ، وما اثبت من التاج فى مسح.