(لمّا) ، والفارسىّ فى قوله تعالى : (وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ مِنْ جِبالٍ فِيها مِنْ بَرَدٍ)(١). ويجوّز كون من ومن الأخيرتين زائدة ، وقال به بعضهم فى : (وَلَقَدْ جاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ)(٢).
وأمّا قوله تعالى : (كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها مِنْ غَمٍّ)(٣) فمن الأولى للابتداء ، والثانية للتعليل. وقوله : (مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِها)(٤) ، من الأولى للابتداء ، والثانية إمّا كذلك فالمجرور بدل بعض وأعيد الجار ، وإمّا لبيان الجنس ، فالظرف حال ، والمنبت محذوف ، أى مما تنبته كائنا / من هذا الجنس.
وقوله تعالى : (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللهِ)(٥) ، (من الأولى مثلها فى زيد أفضل من عمرو ، و (من) الثانية للابتداء. وقوله : (إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّساءِ)(٦) من للابتداء ، والظرف صفة لشهوة أى شهوة مبتدأة من دونهنّ. وقوله : (ما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ)(٧) الآية فيها (من) ثلاث مرات : الأولى للبيان ؛ لأن الكافرين نوعان كتابيّون ومشركون ، والثانية زائدة ، والثالثة لابتداء الغاية. وقوله : (لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ)(٨) ، (وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِمَّنْ يُكَذِّبُ)(٩) الأولى فيهما للابتداء ، والثانية للتبيين. وقوله تعالى : (نُودِيَ مِنْ شاطِئِ الْوادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ)(١٠) ، من فيهما للابتداء ، ومجرور الثانية بدل من مجرور الأولى بدل اشتمال ؛ لأنّ الشجرة كانت ثابتة بالشاطئ.
__________________
(١) الآية ٤٣ سورة النور
(٢) الآية ٣٤ سورة الأنعام.
(٣) الآية ٢٢ سورة الحج.
(٤) الآية ٦١ سورة البقرة.
(٥) الآية ١٤٠ سورة البقرة.
(٦) الآية ٨١ سورة الأعراف.
(٧) الآية ١٠٥ سورة البقرة.
(٨) الآية ٥٢ سورة الواقعة.
(٩) الآية ٨٣ سورة النمل.
(١٠) الآية ٣٠ سورة القصص.