كيف يمكن تصوّر هذا ؟ إنّها إشكاليّة كبيرة في هذه المسألة .
وأخيراً قالوا بوجود إمامين لصلاة واحدة في اليوم الأخير من حياة رسول الله ، أعني صباح الإثنين . أحدهما رسول الله ، والآخر أبو بكر بن أبي قحافة ، وأنّ أبا بكر صلّى بصلاة رسول الله والناس صلّوا بصلاة أبي بكر !
فنتساءل : كيف يمكن تصوّر هذه الثنائية في إمامة أمر عبادي كالصلاة ؟ وماذا يعني طرح هكذا أُمور مقرونة مع مرض رسول الله وعند احتضاره على وجه الخصوص ؟
بل متى وجد هذان الأذانان ، هل ـ شُرّعا أو أُقرّا ـ على عهد رسول الله ، أم حَدَثا من بعده ؟
بل من هو المشرّع لهما ، هل رسول الله ، أم الناس ؟
فلو كان المشرّع رسول الله فلا بدّ أن يتواتر النقل عنه فلا يقع الاختلاف بين المسلمين في مشروعيّته .
وإن كان هو مِن وضع الناس واستحسانهم ، فهل أقرّه رسول الله أم لم يقرّه ؟
بل كيف يصحّ قول رسول الله : كلوا واشربوا حتّى يؤذّن ابن أُمّ مكتوم (الأعمى) ، ولا يقول : كلوا واشربوا حتّى يؤذّن بلال (الصاحي البصير) .
بل ماذا يعني أذان (البصير) بلال بالليل ، وأذان (الأعمى) ابن أُمّ مكتوم بالفجر ؟ ألا يحتاج أذان الفجر إلى التحرّي والمشاهدة على خلاف أذان الليل ؟
وهل هناك أُمور من وراء الكواليس ينبغي علينا أن نعلمها ؟!
وهل ترتبط تلك الأُمور بالعقيدة والإمامة والخلافة ، أم أنّ الأمر جاء عفويّاً من قبل مدرسة الخلفاء عن غير قصد ؟
بل ماذا يعني تشريع السَّلام على الأمراء بعد الأذان في عهد الأمويّين ومن بعدهم ؟