وفيه أخرج ابن مردويه عن سعد بن أبي وقّاص رضي الله عنه أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله بعث أبا بكر رضي الله عنه ببراءة إلى أهل مكّة ، ثمّ بعث عليّاً رضي الله عنه على أثره فأخذها منه ، فكأنّ أبا بكر وجد في نفسه ، فقال النبيّ صلىاللهعليهوآله : يا أبا بكر ، إنّه لا يؤدّي عنّي إلّا أنا أو رجل منّي (١) .
وفيه أخرج ابن مردويه عن أبي رافع رضي الله عنه قال : بعث رسول الله صلىاللهعليهوآله أبابكر رضي الله عنه ببراءة إلى الموسم ، فأتىٰ جبرئيل عليهالسلام فقال : إنّه لا يؤدّيها إلّا أنت أو رجل منك . فبعث عليّاً رضي الله عنه على أثره حتّى لحقه بين مكّة والمدينة فأخذها ، فقرأها على الناس في الموسم (٢) .
وعن عروة بن الزبير ، وأبي هريرة ، وأنس ، وأبي رافع ، وزيد بن نفيع ، وابن عمر ، وابن عباس ، واللفظ له : أنّه لما نزل : ( بَرَاءَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ) ، إلى تسع آيات أنفذ النبيّ صلىاللهعليهوآله أبا بكر إلى مكّة لأدائها ، فنزل جبرئيل وقال : إنّه لا يؤدّيها إلّا أنت أو رجل منك ، فقال النبيّ صلىاللهعليهوآله لأمير المؤمنين : اركب ناقتي العضباء والحقْ أبا بكر وخُذ براءة من يده .
قال : ولما رجع أبو بكر إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله جزع وقال : يا رسول ، إنّك أهّلتني لأمر طالت الأعناق فيه ، فلمّا توجهتُ إليه رددتَني منه ؟
فقال صلىاللهعليهوآله : الأمين هبط إليَّ عن الله تعالى : إنّه لا يؤدّي عنك إلّا أنت أو رجل منك ؛ وعليّ منّي ولا يؤدّي عنّي إلّا علي (٣) .
______________________
(١) الدرّ المنثور ٤ : ١٢٣ .
(٢) الدرّ المنثور ٤ : ١٢٤ .
(٣)
مسند أحمد ١ : ١٥١ / ١٢٩٩ ، كنز العمّال١ : ٣٤٦ ، فضائل الصحابة ٢ : ٥٦٢ / ٩٤٦ ، خصائص
=