البدعة في اللّغة : هو إحداث شيء لم يكن له من قَبْلُ خَلْقٌ ، ولا ذكرٌ ، ولا معرفة (١) .
وفي الاصطلاح : إدخال ما ليس من الدين في الدين ، قاصداً التشريع .
والبدعة قد تأتي من ترك السنّة ، لقول علي بن أبي طالب : ما أُحدثت بدعة إلّا ترك بها سنة ، فاتّقوا البدع ، والزموا المهيع ، إنّ عوازم الأُمور أفضلها ، وإنّ محدثاتها شرارها (٢) .
ومثالها : هو ابتداع « الصلاة خير من النوم » في أذان الصبح وترك « حي على خير العمل » ، فجاء عن أبي الحسن الكاظم عليهالسلام قوله : « الصلاة خير من النوم بدعة بني امية » (٣) ، وفي موطا مالك ان عمر هو الّذي قد شَرَّعها .
وقد سأل رجل الإمام عليّاً عليهالسلام عن السنة والبدعة ، والفرقة والجماعة ، فقال عليهالسلام : أما السنة فسنة رسول الله ، وأما البدعة فما خالفها ، وأمّا الفرقة : فأهل الباطل وإن كثروا ، وأما الجماعة : فأهل الحق وإن قلوا (٤) .
وروي عن ابن مسعود أنّه قال : خطّ رسول الله صلىاللهعليهوآله خطاً بيده ثم قال : هذا سبيل الله مستقيماً ، ثم خط خطوطاً عن يمين ذلك الخط وعن شماله ثم قال : وهذه
__________________
(١) العين ٢ : ٥٤ في مادة : بدعَ .
(٢) نهج البلاغة ٢ : ٢٨ ، من كلام له عليهالسلام / الرقم ١٤٥ ، والمَهْيَع ، كالمقعد : الطريق الواضح .
(٣) الأصول الستة عشر : ٥٤ ، الاصل الرابع لزيد النرسي ، وعنه في مستدرك الوسائل ٤ : ٤٤ / ح ٤١٤٠ ، وبحار الأنوار ٨١ : ١٧٢ / ح ٧٦ .
(٤) تحف العقول : ٢١١ ، بحار الأنوار ٧٥ : ٤٩ / ح ٦٩ .