الغفاري آخذاً بحلقة باب الكعبة مقبلاً على الناس بوجهه وهو يقول : أيّها الناس ، من عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني فسأنبئه باسمي ، أنا جُندَب بن [ جنادة بن ] السكن بن عبد الله ، أنا أبو ذر الغفاري ، أنا رابع أربعة ممّن أسلم مع رسول الله صلىاللهعليهوآله . . . إلى أن قال : أَيَّتُها الأمّة المتحيّرة بعد نبيّها ، لو قدّمتم من قدّمه الله ، وأخّرتم من أخّره الله ، وجعلتم الولاية حيث جعلها الله ، لما عال وليّ الله ، ولما ضاع فرض من فرائض الله . ولا اختلف اثنان في حكم من أحكام الله (١) .
وما جاء عنه أيضاً : أيّها الناس ، إنّ آل محمّد صلىاللهعليهوآله هم الأسرةُ من نوح ، والآلُ من إبراهيم ، والصفوة والسلالة من إسماعيل ، والعِترَةُ الطيبة الهادية من محمّد ، فأَنْزِلوا آل محمّد بمنزلة الرأس من الجسد ، بل بمنزلة العينين من الرأس ، فإنّهم فيكم كالسَّماء المرفوعة ، وكالجبال المنصوبة ، وكالشمس الضاحية ، وكالشجرة الزيتونة ، أضاء زيتها ، وبورك وقدها (٢) .
وقد جاء عن سلمان في آل البيت أكثر مما قاله أبو ذر عنهم ، وقد اعتبر سلمان من آل البيت لولائه وشدّة معرفته بمقامهم ، وهو الذي قال عنه رسول الله : سلمان منّا أهل البيت (٣) ، ومن أحبّ الوقوف على مكانة سلمان فليراجع كتاب ( نفس الرحمن في فضائل سلمان ) .
وهذه النصوص تتلائم تماماً مع سيرة النبي صلىاللهعليهوآله حيث كان يقف دوماً في وجه المعترضين على إمامة الإمام عليّ ، ويُعلِمهم بأنّه عليهالسلام منه ، وهو منه ، وأنّهما خلقا من نور واحد ، وإليك حديثاً آخر في هذا السياق :
__________________
(١) الاحتجاج ١ : ١٥٨ . وانظر معاني الاخبار : ١٧٨ قريب منه .
(٢) البصائر والذخائر لابن حيان ٣ : ٣٥ ، عن كتاب « الرتب » .
(٣) المستدرك على الصحيحين ٣ : ٦٩١ / ح ٦٥٣٩ ، المعجم الكبير ٦ : ٢١ / ح ٦٠٤٠ ، تهذيب الكمال ١١ : ٢٥١ ، طبقات ابن سعد ٤ : ٨٣ ، و ٧ : ٣١٨ ، وغيره .