ظهور في الإمامة والولاية إلّا إذا فسرت بعبارات أخرى ، وقد كان هذا الأمر سيرة لبعض الصحابة والتابعين في عهده صلىاللهعليهوآله ثم من بعده . وهو يوضح امكان الاتيان بالشهادة بالولاية لا على نحو الجزئية في الأذان ، وقد كان بعض خلص الصحابة يأتون بها على عهد عمر ثم من بعده إلى عصر الإمام الكاظم عليهالسلام ، وان كلام الإمام ينبىء عن وجود هذه السيرة عند المؤمنين من عهد عمر إلى عصره الشريف .
نعم لا يمكن البتّ تاريخياً في أنّ الصيغ ـ المحكية في مرسلة الفقيه وشواذ الأخبار عند الطوسي ـ كانت توتى بعد الحيعلة الثالثة أو بعد الشهادة بالنبوة ؟
وكذا العبارات التي كان يأتي بها الشيعة في عصر الصحابة والتابعين ما هي ؟
لا نعلمها بتفاصيلها ، بل الذي نعلمه ومن خلال كلام الإمام الكاظم هو أن الإمام كان لا يرتضي فعلة عمر ويراه مخالفاً للشريعة وأن مثل الأذان عنده مثل منع عمر للمتعتين وغيرها من احداثاته ، وبذلك يكون مفهوم كلام الإمام هو التأكيد على محبوبية هذا الفعل عنده في الأذان ، والحث عليها والدعوة إليها ، أي انا نفهم من ذلك شرعيتها ومحبوبيتها عند الأئمّة ومنذ عهد عمر بن الخطاب ، أو قل منذ عهد رسول الله والصحابة ، لوجود معنى الحيعلة الثالثة معها أينما كانت وفي أي زمان .
وبهذا ، فقد عرفنا أن سيرة المتشرّعة كانت على القول بجزئية ( حيّ على خير العمل ) وأن بعض الصحابة والتابعين حتى عصر الإمام الكاظم المتوفى ١٨٣ هـ كانوا يفسرونها بالولاية ، والإمام حبذ ذلك وتهجم على من رفعها ودعا إلى عدم الدعوة إليها .
ومن الطريف أني وحين نقلي لأقوال أهل البيت في بدء الأذان (١) لم أتِ بكلام للإمام الكاظم في ذلك الحين مع إني ذكرت أقوال جميع الأئمّة إلى الإمام الرضا ، وأرى فيما أتيت به هنا كان ملئ للفراغ الذي قد يشاهده الباحث في الكتاب الأول
__________________
(١) والذي مر في كتابنا ( حي على خير العمل الشرعية والشعارية ) .