القاضي عبد العزيز بن البراج الطرابلسي ، هو من كبار تلامذة الشيخ المفيد والسيّد المرتضى رحمهما الله تعالى ، ويعدّ في مرتبة الشيخ الطوسي ، وعلى أثر تتبّعي لكتابات أعلامنا حول الشهادة الثالثة لم أقف في كتب ابن البراج المطبوعة ـ بصرف النظر عن المفقودة ـ على شيء يدل على الشـهادة بالولاية لآل البيت في الأذان غير ما جاء في كتابه « المهـذب » .
فإنّه رحمهالله لم يُسأل في ( جواهر الفقه ) عن فصول الأذان والإقامة حتّى يجيب ، لكنّه في ( شرح جمل العلم والعمل ) (١) شرَحَ كلام أستاذه المرتضى في فصل الأذان ، ولم يتعرّض إلى موضوع الشهادة الثالثة لا من قريب ولا من بعيد .
وهكذا كان حال معاصريه : أبي الصلاح الحلبي (٢) ( ٣٧٤ هـ ـ ٤٤٧ هـ ) ، وأبي يعلى حمزة بن عبد العزيز الديلمي (٣) المتوفى ٤٤٨ هـ ، وسلمان بن الحسن بن سليمان الصهرشتي ( من أعلام القرن السادس ) (٤) ، فهم وإن تعرّضو إلى الأذان والإقامة وأنّهما خمسة وثلاثون فصلاً ، لكنّهم لم يتعرّضوا إلى الشهادة الثالثة لا من باب التفسيرية ولا من باب المحبوبية الذاتية ، مع أنّ أبا الصلاح قد أشار في ( الكافي ) إلى ما يفتتح به الصـلاة من التكبير والدعاء وذكر فيه أسماء الأئمّة الاثني عشر واحداً بعد واحد .
__________________
(١) شرح جمل العلم والعمل ، لابن البراج : ٧٨ .
(٢) الكافي ، لأبي الصلاح الحلبي : ١٢٠ ـ ١٢١ .
(٣) المراسم العلوية في الأحكام النبوية : ٦٧ .
(٤) اصباح الشيعة بمصباح الشريعة ، المطبوع ضمن سلسلة الينابيع الفقهية / ج ٤ : ٦١٦ .