والمحقّق السبزواري ( ت ١٠٩٠ هـ ) ، والفيض الكاشاني ( ت ١٠٩١ هـ ) ، قد أشاروا إلى موضوع الشهادة بالولاية في الأذان ضمن ما كتبوه ، بفارق أنّ التقيّ المجلسي قال بعدم اثم فاعلها من دون قصد الجزئية ، وقد يكون بنظره أنّها شرعت واقعاً وتركت تقية ، والمحقق السبزواري والفيض الكاشاني كانا مخالِفَين في الإتيان بها ، وإليك الآن قول المولى محمّد تقي المجلسي وبياننا حوله .
قال المولى محمّد تقي المجلسي في ( روضة المتّقين في شـرح من لا يحضره الفقيه ) معلّقاً على كلام الصدوق :
|
الجزم بأنّ هذه الأخبار من موضوعاتهم
مشكلٌ ، مع ان الأخبار الّتي ذكرنا في الزيادة والنقصان ، وما لم نذكره كثيرةٌ ، والظاهر أنّ الأخبار بزيادة هذه الكلمات أيضاً كانت في الأُصول ، وكانت صحيحةً أيضاً ، كما يظهر من المحقّق (١)
والعلّامة والشهيد رحمهم الله ، فإنّهم نسبوها إلى الشذوذ ، والشاذُّ : ما يكون صحيحاً غير مشهور ، مع أنّ الذي حكم بصحّته أيضاً شاذٌّ كما عرفت ، فبمجرّد عمل المفوّضة أو العامّة على شيء لا يمكن الجزم بعدم ذلك ، أو الوضع إلّا أن يرد عنهم صلوات |
__________________
(١) قال بهذا هنا ، وفي شرحه على الفقيه بالفارسية « لوامع صاحبقراني » ٣ : ٥٦٦ مصرحاً بأنّ المحقّق قالها في المعتبر ، لكنّا لم نر ما يدل على ذلك في كتب المحقّق إلّا ما نقله في ( نكت النهاية ) عن الشيخ ، فلعلّ المجلسي الأوّل أراد بـ ( المحقق ) الشيخ الطوسيّ أو وقع سهو من قلمه الشريف فقال « المحقق » ، ويؤيّد مدعانا ما حكاه المجلسيّ الثاني عن الشيخ والعلّامة والشهيد ، ولم يحكه عن المحقّق ، فتأمل .