كما ذكر في أصحاب الإمام الهادي عليهالسلام : أحمد بن هلال العبرتائي ، وإسحاق بن محمّد البصري ، والحسين بن عبيد الله القمي ، والحسن بن بابا القمي ، وعلي بن يحيى الدّهان ، وفارس بن حاتم القزويني ، وعروة بن يحيى الدهقان ، والقاسم الشعراني اليقطيني ، ومحمّد بن عبد الله بن مهران الكرخي ، وأبا عبد الله المغازي (١) .
وممن عدّهم الشيخ من الغلاة في أصحاب العسكري عليهالسلام : محمّد ابن موسى السريعي (٢) ، ومحمّد بن الحسن بن شمون ، وغيرهما (٣) .
فهنا نتساءل : كيف يمكن تصوّر هكذا حالة في أصحاب الأئمّة ومعاصريهم (٤) ، أو بين الفقهاء والمحدّثين ممن لهم علاقة بهم عليهمالسلام ، مع وقوف الكلّ على منهج الأئمّة وذمّهم للغلاة والمفوّضة (٥) .
وهل أنّ هذه التهم المتراشقة بين الأطراف هي عناوين حقيقية وواقعية ، أم أنّها تصوّرات واحتمالات أُطلقت من هذا الطرف ضدّ ذاك حرصاً على المذهب وتحاشياً من دخول الأجنبيّ ؟
الحقيقة هي أنّا رأينا حين البحث أنّ بعض تلك العناوين واقعية ، كما هي في أبي الخطاب وبنان بن سمعان وآخرين ، وأُخرى لم تكن كذلك ، لرجوع القائلين بها عن قولهم أو لأنّ التحقيق العلمي أثبت خلاف المنسوب إليهم ، كما في أحمد بن محمّد بن خالد البرقي وأمثاله .
__________________
(١) رجال الشيخ : ٣٨٤ ـ ٣٩٣ .
(٢) وفي بعض النسخ « الشريعي » .
(٣) رجال الشيخ : ٤٠٢ / ت ٥٩٠١ ، لمحمّد بن موسى السريعي ، و ٥٩٠٣ ، لمحمّد بن الحسن بن شمون .
(٤) سنتعرض بعد قليل في « منهج القميين والبغداديين » من صفحة ٧٧ ـ ١٢٨ نماذج من هذا فانتظر .
(٥) انظر مثلا مقباس الهداية للمامقاني ٢ : ٤٠٣ ـ ٤١٦ .