يأكلون ويشربون ويحتاجون في أُمورهم إلى الآخرين :
فعن مالك الجهني ، قال : كنّا بالمدينة حين أُجلِيَتِ [ أُجلبت ] الشيعة ، وصاروا فرقاً ، فتنحَّينا عن المدينة ناحيةً ، ثمّ خلونا فجعلنا نذكر فضائلهم وما قالت الشيعة ، إلى أن خطر ببالنا الربوبية ، فما شعرنا بشي ، إذا نحن بأبي عبد الله عليهالسلام واقف على حمار ، فلم ندر من أين جاء ، فقال : يا مالك ويا خالد متى أحدثتما الكلام في الربوبية ؟
فقلنا : ما خطر ببالنا إلّا الساعة .
فقال : آعْلَما أنّ لنا ربّاً يكلاُنا باللّيل والنهارِ نعبده . يا مالك ويا خالد ، قولوا فينا ما شئتم واجعلونا مخلوقين ، فكرَّرها علينا مراراً وهو واقف على حماره (١) .
وعن خالد بن نجيح الجوّاز ، قال : دخلت على أبي عبد الله عليهالسلام وعنده خلق ، فقنّعت رأسي وجلست في ناحية وقلت في نفسي : ويْحَكُمْ ما أغفلكم ؟ عند من تَكَلَّمُون ، عند رب العالمين ؟
قال : فناداني : ويحك يا خالد ، إنّي والله عبدٌ مخلوق ، لي ربٌّ أعبده ، إن لم أعبده واللهِ عذّبني بالنار .
فقلت : لا والله لا أقول فيك أبداً إلّا قولك في نفسك (٢) .
وعن إسماعيل بن عبد العزيز ، قال : قال أبو عبد الله : يا إسماعيل لا ترفع البناء فوق طاقته فينهدم ، اجعلونا مخلوقين وقولوا فينا ما شئتم ، فلن تبلغوا .
فقال إسماعيل : وكنت أقول : إنّه . . . . وأقول ، وأقول (٣) .
وعن سليمان بن خالد ، قال : كنت عند أبي عبد الله [ الصادق ] وهو يكتب كتباً
__________________
(١) كشف الغمة ٢ : ٤١٥ وعنه في بحار الأنوار ٢٥ : ٢٨٩ / ح ٤٥ ، وانظر بحار الأنوار ٤٧ : ١٤٨ .
(٢) بصائر الدرجات : ٢٦١ / ح ٢٥ ، وعنه في بحار الأنوار ٤٧ : ٣٤١ / ح ٢٥ .
(٣) بصائر الدرجات : ٢٥٦ / ح ٥ ، وعنه في بحار الأنوار ٢٥ : ٢٧٩ / ح ٢٢ .