فداء كل أسير من المشركين أربعين أوقية من ذهب وكان أول من فدى نفسه أبو وديعة ضمرة بن صبيرة (١) السهمي ، وسهيل بن عمرو (٢) ـ من بنى عامر بن لؤي القرشيان ـ. فقال النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : أضعفوا الفداء (٣) على العباس وكلف أن يفتدى ابني (٤) أخيه فأدى عنهما ثمانين أوقية من ذهب وكان فداء العباس بثمانين أوقية ، وأخذ منه عشرون أوقية ، فأخذ منه يومئذ مائة أوقية وثمانون (٥) أوقية ، فقال العباس للنبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : لقد تركتني ما حييت أسأل قريشا بكفى. وقال له ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أين الذهب الذي تركته عند امرأتك أم الفضل فقال العباس : أى الذهب؟ فقال له رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : إنك قلت لها إنى لا أدرى ما يصيبني فى وجهى هذا فإن حدث بى ما حدث فهو لك ولولدك فقال : يا بن أخى من أخبرك؟ قال : الله أخبرنى. قال العباس : أشهد أنك صادق وما علمت أنك رسول قط قبل اليوم قد علمت أنه لم يطلعك عليه إلا عالم السرائر ، وأشهد ألا إله إلا الله ، وأنك عبده ورسوله وكفرت بما سواه «وأمر ابني أخيه فأسلما ففيهما (٦)» نزلت (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرى) (٧) يعنى العباس وابني أخيه (إِنْ يَعْلَمِ اللهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً) يعنى إيمانا كقوله : (لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللهُ خَيْراً) يعنى إيمانا
__________________
(١) فى أ : ضمرة ، ل : ضمرة أو صبيرة السهمي.
(٢) فى أ : عمر ، ل : عمرو.
(٣) فى أ : الفدى ، ل : الفداء.
(٤) فى أ : ابن ، ل : ابني.
(٥) فى أ : وثمانين ، ل : وثمانين أوقية. والسطور السابقة من ل ، وهي فى أبتقديم وتأخير.
(٦) فى أ : «وأمر ابن أخيه فأسلم ففيهما».
(٧) فى أ : الأسارى.